سي إن إن: إصرار ترامب على الترشيحات المثيرة للجدل يولد تحديات جديدة

دونالد ترامب.. ذكرت صحيفة CNN الأمريكية، اليوم الإثنين، أن حلفاء دونالد ترامب في مجلس الشيوخ يتسابقون للدفاع عن تولسي جابارد، المرشحة لقيادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، في ما قد يصبح الاختبار التالي لمحاولات الرئيس المنتخب اختيار مرشحين مثيرين للجدل، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.

ردود فعل الديمقراطيين على اختيار جابارد

وأثار اختيار دونالد ترامب لجابارد، فضلًا عن ترشيح بيت هيجيسث وزيرًا للدفاع الأمريكي انتقادات حادة، حيث تحول الضوء إلى مات غايتس، مرشح ترامب الذي تم إقالته لتولي منصب المدعي العام.

وحذرت السناتورة الديمقراطية تامي داكويرث من اختيار جابارد، في حديثها في برنامج "State of the Union" على قناة CNN، قائلة: "أعتقد أنها مَساومة".

 وأشارت السناتورة من إلينوي إلى أن زيارة جابارد للرئيس السوري بشار الأسد في عام 2017 ومواقفها السياسية التي بدت متوافقة مع خطاب الدعاية الروسية.

رد الجمهوريين على الهجوم الديموقراطي

من الناحية الأخرى وصف السيناتور الجمهوري ماركواين مولين، في حديثه مع دانا باش في نفس البرنامج، هذه الادعاءات بشأن اختيار تولسي جابارد رئيسة للاستخبارات الوطنية بأنها "سخيفة" و"خطيرة للغاية"، ودعا داكويرث للاعتذار.

أزمة اختيار وزير الدفاع الأمريكي الجديد

اختيار ترامب لهيجسيث وزيرًا للدفاع الأمريي يواجه أيضًا حالة من عدم اليقين بعد إصدار تقرير شرطة من عام 2017 بشأن مزاعم ارتكابه اعتداء جنسي في كاليفورنيا، فيما ينفي هيجسث تلك الاتهامات.

ومن بين الأسئلة الكبيرة الأخرى التي تثيرها عودة ترامب هي ما إذا كان سينجح الجمهوريون في تحدي حكمه كما فعلوا مع جيتس، الذي اتضح بسرعة أنه لن يحصل على ما يكفي من الأصوات لتأكيده في المنصب بسبب مزاعم سوء سلوك ينفيها. 

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن الأغلبية الجمهورية الجديدة لن تكون مجرد طوق نجاة لرئيس قوي، لكن انسحاب وزير العدل المرشح جيتس الذي كان مكروهًا بالفعل في الكونجرس قد يجعل أعضاء مجلس الشيوخ يشعرون أنهم مدينون للرئيس المنتخب بتأييد اختياراته المثيرة للجدل.

في الوقت نفسه، يبدو أن اختيار ترامب لبام بوندي، المدعي العام السابق في ولاية فلوريدا، وزيرة للعدل بدلًا من جيتس يحظى بترحيب من العديد من الجمهوريين، مما يشير إلى أنها قد تجد طريقًا أسهل لتأكيدها من جيتس. 

ومع ذلك، فإن تعهد بوندي السابق بأن "المدعين العامين سيتم محاكمتهم" رفع التوقعات بأن دونالد ترامب يخطط للضغط على وزارة العدل لملاحقة أولئك الذين حققوا في محاولته سرقة انتخابات 2020.

اختيار راسيل فوجت مديرًا لمكتب الإدارة والميزانية الأمريكية

وعزز هذا التوجه القوي نحو "تفكيك الحكومة" اختياره ليلة الجمعة الماضي، لراسيل فوجت ليقود مكتب الإدارة والميزانية مرة أخرى، فكان فوجت من أبرز مؤلفي "مشروع 2025" التي كانت خطة محافظة وتراجع عنها ترامب في حملته الانتخابية، والتي تتضمن إلغاء البيروقراطية. 

وكلف ترامب بالفعل كل من إيلون ماسك، رائد أعمال تسلا، وفيفيك راماسوامي، المرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بإعداد خطط لخفض الحكومة بشكل كبير.

ومع اكتمال معظم اختيارات ترامب الرئيسية، يتم تحويل الانتباه الآن إلى ما قد تحمله هجمته السياسية والهيكلية من تأثيرات داخل الولايات المتحدة وحول العالم، فبرغم إحداث فوضى في بعض المجالات، فإن عدة من اختياراته الاقتصادية تحظى بقبول في وول ستريت، مثل سكوت بيسنت مدير صندوق التحوط الذي اختير لوزارة الخزانة، وهوارد لوتنيك رئيس شركة الخدمات المالية "كانتور فيتزجيرالد"، الذي اختير ليكون وزيرًا للتجارة.

ومن المرجح أن يكون لهم دور في تهدئة المخاوف في الأسواق بشأن زيادة الضرائب التي يخطط لها ترامب، والتي تهدف إلى إلحاق الضرر بالمنافسين التجاريين الأجانب، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى زيادة التضخم وإلحاق الأذى بالمستهلكين الأمريكيين.

تعهد ترامب بسرعة وقف الحرب الروسية الأوكرانية

بعد أسبوع من التصعيدات المثيرة في حرب أوكرانيا بشأن قراري بايدن وبوتين، أصبح تعهد ترامب بإنهاء القتال أحد أولى اختبارات السياسة الخارجية في ولايته الجديدة، حيث سأل مستشاره للأمن القومي المنتخب النائب مايك والتز، في برنامج "فوكس نيوز" أمس الأحد: "إلى أين تتجه هذه التصعيدات؟".

وأضاف مايك والتز، أن الصراع قد تحوّل إلى حرب خندق على غرار الحرب العالمية الأولى وأن ترامب "قلق للغاية بشأن المجزرة التي تحدث هناك".

وتابع، أن ترامب وعد بإنهاء الحرب سريعًا، لكن هناك مخاوف في أوكرانيا من أنه قد يبرم صفقة تُعطي روسيا الحق في الاحتفاظ بمناطق واسعة من الأراضي التي استولت عليها.

ما سر سرعة اختيار فريق ترامب الجديد؟

تشير سرعة تشكيل طاقم ترامب ومرشحاته الأيديولوجية تشير إلى أن العاصفة السياسية ستضرب العاصمة عندما يتم تنصيبه في 20 يناير، ولكن بعد أن فاز ترامب في كل من الكلية الانتخابية والانتخابات الشعبية، وبعد أن فاز الجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب، يصرون على أن لديه السلطة لإحداث تغييرات جذرية، ومع ذلك، فإن تصميم ترامب الظاهر على استخدام سلطاته لتلبية الانتقام الشخصي يثير التساؤلات حول ما إذا كانت إدارته ستكون قادرة على تنفيذ إعادة الهيكلة الجذرية للحكومة التي يعد بها.

جابارد على رأس الجدل حول التأكيدات

اختيار جابارد لتولي منصب مديرة الاستخبارات الوطنية يعكس عدم ثقة ترامب العميقة في وكالات الاستخبارات، التي يعتقد أنها تآمرت ضده خلال تحقيقات روسيا في ولايته الأولى.

وتشير صحيفة CNN إلى أن جابارد، النائبة السابقة عن ولاية هاواي، تفتقر إلى الخبرة في العمل مع أجهزة الاستخبارات رفيعة المستوى، واتخذت مواقف تناقض مواقف المجتمع الاستخباري الأمريكي، حيث دافعت عن جوليان أسانج وإدوارد سنودن، اللذان كانا وراء أكبر تسريبات للأمن القومي الأمريكي في القرن 21، كما قدمت مواقف حول الحروب في أوكرانيا وسوريا بدت أقرب إلى مواقف الحكومة الروسية منها إلى السياسة الأمريكية.