هل تسبب مستحضرات التجميل وبوردة التلك السرطان .. دراسة جديدة تفجر مفاجأة صادمة
هل بوردة التلك تسبب السرطان سؤال تكرر كثيرا خلال افترة الماضية مما دعا أكثر من 2000 شخص برفع دعوى قضائية بسبب ارتباط بودرة التلك بالسرطان، هل يجب أن تقلق بشأن مستحضرات التجميل التي تحتوي على بودرة التلك، وماذا لو تعرضت لها وأنت طفل صغير وما هي العلامات التحذيرية للإصابة بالسرطان؟ وفقًا لما نشره تقرير ديلي ميل,
يوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تقرير الديلي ميل البريطانية حول علاقة بودرة التلك بمستحضرات التجميل والإصابة بمرض السرطان، ومدى خطورة بودرة التلك على صحة الأطفال والرضع.
الدراسات: الإسبستوس في بودرة التلك وفي مستحضرات التجميل
لم يعد بودرة الأطفال التي تحتوي على التلك متوفرة في محلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة؛ وبدلاً من ذلك، ستجد منتجات مصنوعة من نشا الذرة، وهو مسحوق أبيض يتم استخراجه من الذرة، وهناك منتجات يوجد عليها ملصق يقول "خالي من التلك".
توضح طبيبة أمراض النساء الدكتورة جينيفر جونتر، مؤلفة كتاب " بيان انقطاع الطمث ": "لا يوجد سبب فعلي لاستخدام بودرة التلك على الأعضاء التناسلية، لذا لا تستخدمي منتجًا آخر غير ضروري".
وتحذر الدراسات التي يعود تاريخها إلى تسعينيات القرن العشرين أيضًا من استنشاق بودرة الأطفال، والتي يمكن أن تسبب الاختناق وصعوبة التنفس وتلف الرئة، وفي الحالات القصوى، حتى الموت عند الرضع.
يعتقد الخبراء أن المشكلة ليست في التلك، بل في الأسبستوس فهو مادة مسرطنة معروفة ومعادن سيليكات طبيعية أخرى، والتي يتم العثور عليها على مقربة أثناء عملية التعدين، بينما تنفي شركة جونسون آند جونسون الاتهامات الموجهة إليها.
التلك هو معدن طيني طبيعي يتكون من سيليكات المغنيسيوم المائية، ويتم استخراجه من الأرض ويتم بيعه تجاريًا منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، عند طحنه ناعمًا ينتج مسحوقًا حريريًا عطريًا، وتشمل خصائصه امتصاص الرطوبة وتقليل الاحتكاك، مما يجعله مكونًا أساسيًا في بودرة الأطفال (كعلاج لطفح الحفاضات) وفي منتجات التجميل.
وتوضح صوفيا لوز من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أنه يمكن استخراج التلك من الأماكن التي يوجد بها الأسبستوس، وهو ما قد يؤدي إلى تلوث التلك، ومن المعروف أن الأسبستوس يسبب الورم المتوسطي وسرطانات الرئة والحنجرة والمبيض.
ولكن في عام 2003، وجدت دراسة في الولايات المتحدة أن استخدام بودرة التلك التجميلية يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض بنحو الثلث، رغم أنها شككت في أساليب الدراسات التي حللتها.
وفي الوقت نفسه، خلصت دراسة أجريت عام 2013 ــ ونُشرت في مجلة أبحاث الوقاية من السرطان ــ إلى أن استخدامها في المنطقة التناسلية كان مرتبطًا بزيادة في خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة.
كما أجريت دراسات تربط بين بودرة التلك والورم المتوسطي، وهو سرطان يصيب الأنسجة وينتج بشكل شبه حصري عن استنشاق الأسبستوس، ولكن في عام 2020، لم يجد الباحثون في المعهد الوطني الأمريكي لعلوم الصحة البيئية، باستخدام بيانات من أكثر من 250 ألف امرأة، أي دليل على أن بودرة التلك خطيرة.
وخلصت منظمة الصحة العالمية في يوليو 2024، إلى أن التلك المعدني "ربما يكون مسببا للسرطان" لدى البشر، لكنها لم تتمكن من استبعاد ما إذا كان ذلك يرجع إلى تلوثه بالأسبستوس.
هل مجرد بودرة التلك من إنتاج شركة جونسون آند جونسون هي التي تخضع للتدقيق؟ لا، فقد وجد أن أنواع أخرى من التلك وبودرة الأطفال المباعة في المملكة المتحدة تحتوي على كميات صغيرة من الأسبستوس.
في عام 2022، تم سحب بودرة الأطفال Purity Essentials، التي تصنعها شركة Tiger Brands التي يقع مقرها في جنوب إفريقيا، من رفوف المتاجر في المملكة المتحدة بعد العثور على آثار من مادة الأسبستوس.
ولا يقتصر الأمر على بودرة التلك نفسها التي تخضع للتدقيق، إذ يُستخدم التلك أيضًا كحشو ومانع للتكتل وممتص للرطوبة في مستحضرات تجميل أخرى، مثل ظلال العيون وأحمر الخدود وكريم الأساس وبودرة الوجه وأحمر الشفاه والماسكارا.
ويؤكد الخبراء إن الخطر يظل ضئيلًا، إذ يصيب سرطان المبيض نحو اثنتين من كل 100 امرأة، ويزداد احتمال الإصابة به مع تقدم العمر، حيث تصيب أكثر من نصف الحالات النساء اللائي تبلغ أعمارهن 65 عاما أو أكثر.
وتوضح مؤسسة "تارجت أوفاريان كانسر" الخيرية الرائدة في المملكة المتحدة في مجال مكافحة هذا السرطان إن الأبحاث حول هذا الموضوع لا تزال "محدودة"، مضيفةً أن بعض الدراسات تظهر وجود رابط ضعيف وصغير.