مجسم كعبة وطواف الراقصات بموسم الرياض.. مواطنين: ماذا يحدث في بلاد الحرمين؟
تصدر “موسم الرياض” منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث خلال الساعات الماضية، بسبب الجدل الذي أثاره حول طبيعة الفعاليات التي أُقيمت خلاله، مما جعله محط انتقادات واسعة من قبل شريحة كبيرة من المسلمين في الداخل والخارج.
واتهم كثيرون هذا الموسم بالانحراف عن القيم الإسلامية الأصيلة التي تمثلها المملكة العربية السعودية، أرض التوحيد ومهبط الوحي.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، حالة من الجدل جاءت على أثر احتفالات موسم الرياض في المملكة العربية السعودية، وكان أبرز ما أثار الجدل، ظهور مجسم شبيه بالكعبة الشريفة ضمن أحد العروض الفنية، ما دفع الكثيرين للتساؤل حول حقيقة الأمر ودلالاته.
مجسم الكعبة في موسم الرياض
وانطلقت فعاليات موسم الرياض بمشهد افتتاح إحدى الليالي بعرض فني أجنبي قادته المغنية Becky G، حيث ظهرت فرقة راقصة تؤدي حركاتها بجوار مجسم شبيه بالكعبة الشريفة، والذي استُخدم كشاشة عرض، حيث ظهر المجسم في صورة مكعب أسود اللون ينزل من الأعلى ليتحول إلى شاشات عرض تظهر عليه مغنية أمريكية أخرى وسط مجموعة من الراقصات.
وانتشرت الصور والمقاطع المصورة المتعلقة بالمجسم بسرعة على منصات التواصل، ما أثار مزيدًا من الانتقادات للحكومة السعودية والجهات المنظمة.
وتسببت هذه المشاهد في صدمة لدى العديد من المسلمين الذين اعتبروها مساسًا بقدسية الرمز الإسلامي الأعظم، واعتبر البعض أن هذا الاستخدام غير اللائق لمجسم الكعبة يمثل تجاوزًا غير مقبول، خاصة مع تزامن ذلك مع أداء رقصات وعروض غنائية حوله، الأمر الذي أشبه بطواف الكعبة في نظر رواد السوشيال ميديا.
ردود الأفعال على مجسم الكعبة بموسم الرياض
لم تتوقف انتقادات رواد السوشيال ميديا عند هذا الحد، بل انتقدوا أيضًا العرض الذي قدمته المغنية الأمريكية Becky G، مرتدية ما يشبه بسيف "ذو الفقار" وهو أشهر سيوف علي بن أبي طالب، حيث جاء السيف ملفوفًا حول خصرها وكتوب عليه جملة "كأني على سيفك ولدت".
موسم الرياض في مرمى النيران
ومن ناحية أخرى، اتهم نشطاء إدارة المملكة بتجاهل تعاليم الدين الإسلامي، مشيرين إلى تعطيل دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستحداث هيئة الترفيه التي يقودها تركي آل الشيخ.
وأعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه الخطوات بداية لانحدار المملكة عن هويتها الدينية، معتبرين أن الترفيه بات يُقدَّم على حساب القيم والأخلاق الإسلامية.
كما عبر عدد من المواطنين السعوديين عن استيائهم من السماح بإقامة عروض وصفوها بالمبتذلة وغير الأخلاقية على أرض الحرمين الشريفين، وأبرزوا أن استضافة فنانة مثل جينيفر لوبيز، التي اشتهرت بعروضها المثيرة، جاءت في وقت تعيش فيه المنطقة صراعات مأساوية، مثل الإبادة التي تتعرض لها غزة ولبنان، مما زاد من حدة الانتقادات لهذه الفعاليات.
دعوة لعلماء الدين للتدخل ووقف الانفلات
ودعا النشطاء علماء المملكة وقراء الحرمين الشريفين، إلى التصدي لما وصفوه بـ"حالة الانفلات" التي يشهدها موسم الرياض، مؤكدين أن الهدف الأول من هذا الموسم كان تقديم فعاليات اجتماعية موجهة للعائلة، لكنه انحرف ليصبح منصة لمظاهر العري والمشاهد المثيرة، وهو ما يتطلب موقفًا حازمًا من علماء الدين للحفاظ على قدسية أرض الحرمين.
تحذير شديد اللهجة للمملكة السعودية
ومن جهته، أصدر منتدى العلماء الذي يضم نخبة من علماء العالم الإسلامي، بيانًا شديد اللهجة، معربين فيه عن قلقهم من المسار الذي تسلكه المملكة.
وأشاروا إلى أن اعتقال الأصوات الإصلاحية هو تمكين للمترفين، مما يساهم في تعزيز الانحراف عن القيم الإسلامية الأصيلة.
صدفة أم مخطط هجومي على الإسلام؟
وفي سياق متصل، علّق محمد البخيتي، محافظ ذمار وعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثيين، على الجدل قائلاً: "تكرار المشاهد التي تحاكي الطواف حول مجسم يشبه الكعبة في فعاليات موسم الرياض لم يكن صدفة، بل هو مخطط خارجي"، مؤكدًا أن تزامن هذا موسم الرياض مع موسم الحج يعد استهدافًا متعمدًا للرموز الدينية.
ورأى عدد من المنتقدين أن ما يحدث يعكس انتشار الفساد الذي ينذر بنهايات غير محمودة، مستشهدين بقول الله تعالى: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا".
واعتبروا أن هذه الأحداث تستدعي التوقف لإعادة النظر في مسار الترفيه في المملكة السعودية بما يتماشى مع قيمها الدينية.
