جهود لإحياء صناعة الحرير في الصعيد لزيادة حصة مصر بالسوق العالمي
شهدت صناعة الحرير في مصر تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، رغم تاريخها العريق الذي يعود إلى عهد محمد علي، حيث قام في تلك الفترة بزراعة أكثر من 300 ألف شجرة توت كانت تُستخدم في إنتاج الحرير، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية كافة التفاصيل في السطور التالية.
وأوضح علي ماهر، نائب مدير برنامج التنمية الزراعية المستدامة، أن القيمة العالمية لصناعة الحرير تبلغ حالياً حوالي 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 44 مليار دولار بحلول عام 2030، ومع ذلك، لا تزال حصة مصر والدول العربية في سوق الحرير العالمي ضئيلة للغاية، ما يبرز أهمية تطوير هذه الصناعة وتعزيزها للاستفادة الكاملة من هذا القطاع الحيوي.
إحياء صناعة الحرير في صعيد مصر.. مشروع تنموي واعد
أكد ماهر، أن مشروع إحياء صناعة الحرير في صعيد مصر، الذي بدأ تنفيذه في نوفمبر 2018، يمثل خطوة هامة لاستعادة مكانة مصر في هذا المجال وزيادة مشاركتها في السوق العالمي، وأضاف أن المشروع يتضمن زراعة أشجار التوت الهندي التي تناسب مناخ محافظة قنا، بالإضافة إلى توفير عنابر لتربية ديدان الحرير.
وأشار ماهر، إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى إعادة إحياء حرفة "الفركة النقادية" المصنوعة من الحرير، وهي حرفة قديمة تعود إلى العهد الفرعوني، إلى جانب إدخال صناعة جديدة هي "السجاد اليدوي من الحرير"، ما سيساهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي.
زيادة الإنتاج المحلي وتقليص الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج
أوضح ماهر، أن استهلاك مصر السنوي من الحرير يتراوح بين 400 و500 طن، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي حالياً طن واحد فقط، في المقابل، هناك حاجة كبيرة للسوق المحلي حيث يتم إنتاج حوالي 182 ألف متر من قماش الحرير، بالإضافة إلى وجود أكثر من 100 مصنع للسجاد، ويهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج المحلي وتقليص الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، وبالتالي تعزيز مشاركة مصر في سوق الحرير العالمي.
فرص العمل والتنمية الاقتصادية في قنا
وأضاف نائب مدير برنامج التنمية الزراعية المستدامة، أن المشروع سيسهم في توفير العديد من فرص العمل الجديدة في محافظة قنا، مما يعزز التنمية الاقتصادية في المنطقة، ويُعد المشروع خطوة استراتيجية نحو تطوير صناعة الحرير في مصر على المستويين المحلي والعالمي، بما يساهم في تقوية الاقتصاد المصري بشكل عام.
