في حال نجاح ترامب بالرئاسة الأمريكية.. هل ستُفلس بريطانيا والصين؟
ماذا لو نجح ترامب؟، سلط تقرير نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية الضوء على المخاطر الاقتصادية التي قد تترتب على فوز المرشح الرئاسي لدى الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
وأوضح التقرير الذي أعده تيم والاس، نائب محرر الشؤون الاقتصادية، أن دونالد ترامب قد يسعى لفرض تعريفات جمركية على واردات جميع الدول التي تتعامل مع الولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين، مما قد يؤدي إلى اضطراب في التجارة العالمية ويؤثر سلبًا على الاقتصاديات الكبرى.
وفي تصريح له هذا الشهر، أعرب ترامب عن حماسه لفكرة التعريفات الجمركية قائلاً: "أجمل كلمة في القاموس هي التعريفة الجمركية، وهي كلمتي المفضلة. إنها أجمل من الحب، وأفضل من أي شيء آخر".
والاس: ترامب يهدد الاقتصاد العالمي
زعم والاس أن دونالد ترامب ينوي فرض ضرائب جديدة كبيرة على التجارة، مشيرًا إلى أنه رغم عدم تقديمه تفاصيل دقيقة، فإنه قد يفكر في فرض ضريبة تتراوح بين 10% و20% على معظم الواردات، و60% على السلع المستوردة من الصين.
واعتبر الكاتب أن سياسات ترامب سيكون لها آثار سلبية جسيمة على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصاد البريطاني، حيث تمثل الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لبريطانيا، حيث تشكل 17.7% من إجمالي تجارتها الدولية في العام الماضي.
كما بلغت صادرات بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية 192 مليار دولار، بينما وصلت قيمة الواردات إلى 117.2 مليار دولار، علمًا بأن ثلثي الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة تتكون من خدمات، مما قد يحميها من التأثيرات السلبية المباشرة، إذ إن ترامب يميل إلى استهداف السلع المصنعة.
والاس: ترامب سيسعى لتدمير الصناعات البريطانية الكبري
وأعرب والاس عن قلقه من أن التعريفات الشاملة ستؤدي إلى تدمير العديد من الصناعات البريطانية الرئيسية، مثل صادرات الأدوية والسيارات، حيث بلغت صادرات الأدوية إلى الولايات المتحدة 8.4 مليارات دولار والسيارات 7.1 مليارات دولار في العام الماضي.
ونقل الكاتب البريطاني عن أحمد كايا من المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، أن مقدار الضرر الذي قد يسببه ترامب يعتمد على كيفية رد الدول الأخرى، وإذا قامت الدول الأخرى بفرض تعريفات على صادراتها، فإن التجارة الدولية ستتراجع، مما سيؤدي إلى تقليص الاقتصاد العالمي.
وتوقع كايا أن يتقلص حجم الاقتصاد الأميركي بنسبة 3.5% بعد أربع سنوات من الحرب التجارية، بينما سيعاني الاقتصاد الصيني من تراجع بنسبة 2.1%. وقد يؤدي ذلك إلى تقليص النمو الاقتصادي على مستوى العالم، بما في ذلك الاقتصاد البريطاني.
وأشار التقرير إلى أنه في حال فوز ترامب وفرضه تعريفات جمركية شاملة، فإن النمو الاقتصادي في بريطانيا قد يتراجع إلى 0.4% فقط، مما يعني فقدان ثلثي إمكاناتها الاقتصادية. كما من المتوقع أن تؤدي الحرب التجارية إلى تضخم مزدوج، ليصل إلى حوالي 4.5%، مما يعيد أزمة تكلفة المعيشة، التي كانت الأسر والشركات تعتقد أنها قد انتهت.
تأييد جزب العمال البريطاني لكامالا هاريس
حتى لو اختار ترامب فرض تعريفات انتقائية بدلاً من التعريفات الشاملة، فإن بريطانيا ستظل عرضة للخطر، فقد تؤدي خلافات ترامب مع الحكومة البريطانية بشأن دعم حزب العمال لكامالا هاريس إلى إدراج المملكة المتحدة في قائمة الدول التي تعتبر ممارساتها التجارية غير عادلة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيجد المسؤولون البريطانيون صعوبة في الرد على هذه التهديدات، خاصة بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي الذي قام بتعزيز أدواته الدفاعية التجارية في السنوات الأخيرة.
تداعيات الحرب التجارية حال عودة ترامب
يمكن أن تؤدي الحرب التجارية إلى تحولات جيوسياسية، بما في ذلك تقارب بريطانيا مع الصين. وقد توقع اقتصاديون فرنسيون أن تشهد الصادرات الأميركية إلى العديد من الدول الأخرى انخفاضًا كبيرًا في هذا العقد إذا أطلق ترامب حملته لتعريفات جمركية جديدة، في الوقت نفسه، سيزداد اعتماد العالم على الصين، مما يمنح هذا المنافس الأميركي نفوذًا أكبر في الاقتصاد العالمي.
وأشارت تقارير من بنك الاستثمار مورغان ستانلي إلى أن هذه الحرب التجارية قد تضعف التحالفات الأميركية الرئيسية مع دول مثل أستراليا والهند واليابان.
في نهاية المطاف، قد تواجه الحكومة البريطانية تحديات اقتصادية هائلة مع تغييرات شاملة في العلاقات الدولية، بينما تحاول معالجة الأعباء الضريبية المتزايدة في الداخل.