انتخابات أمريكا 2024.. من هي المرشحة الرئاسية جيل ستاين؟
المرشحة الرئاسية جيل ستاين، مع اشتداد المنافسة في الانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، قد تؤدي بضع مئات من الأصوات إلى تحديد هوية الساكن الجديد لـ البيت الأبيض، حيث إن هذه الحالة ليست جديدة، وقد تتكرر هذا العام مع ترشح جيل ستاين البالغة من العمر 75 عامًا عن حزب الخضر.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشحة الرئاسية جيل ستاين قد تحصل على حوالي 1% من الأصوات، وهي نسبة تبدو ضئيلة، لكن الخبراء يتوقعون أن يكون لها تأثير ملحوظ على نتائج المرشحين الرئيسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب، اللذين يتعادلان تقريبًا في معظم الاستطلاعات.
وتدخل جيل ستاين سباق الرئاسة للمرة الثالثة، بعد ترشحها في عامي 2012 و2016، وفي إعلانها عن الترشح لعام 2024 في نوفمبر الماضي، أكدت رغبتها في تقديم خيار "خارج نظام الحزبين الفاشل"، واستعرضت آراءها حول قضايا مثل تغير المناخ، التعليم، الاقتصاد، السياسة الخارجية، الرعاية الصحية، الهجرة، والإجهاض.
جيل ستاين وأثرها على نتائج انتخابات أمريكا 2016
ووفقًا لتقرير بالفيديو من موقع "صوت أمريكا"، حصلت ستاين على 1% من الأصوات في انتخابات 2016، وفي ولاية ميشيجان المتأرجحة، فاز دونالد ترامب بفارق أقل من 11 ألف صوت، بينما حصلت ستاين على أكثر من 501 ألف صوت، وفي ذلك الوقت، اتهمت حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستاين بالتسبب في هزيمتها، معتبرة أن أصواتها كانت كفيلة بفوز كلينتون.
وشهد التاريخ أيضًا سيناريو مشابهًا في انتخابات عام 2000 بين جورج بوش وآل جور، حيث حصل رالف نادر، مرشح حزب الخضر، على 100 ألف صوت في فلوريدا، بينما فاز بوش بفارق 537 صوتًا.
انقسام الآراء.. هل تسرق جيل ستاين الأصوات؟
يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن الجزم بأن الأصوات التي ذهبت لستاين كانت ستذهب إلى كلينتون.
وفقًا لكايل كونديك من مركز السياسات في جامعة فيرجينيا، من الصعب الادعاء بأن مرشحًا ما يسرق الأصوات، حيث يصعب تحديد سلوك الناخبين في حالة الاختيار بين مرشحين فقط.
بالرغم من ذلك، يتهم العديد من الديمقراطيين ستاين بـ"إفساد" الانتخابات والعمل ضد مصلحة كامالا هاريس، فيما تصف حملة جيل ستاين هذه الاتهامات بأنها "محاولة لقمع آراء الناخبين" وإجبارهم على التصويت لصالح "المؤسسة الحاكمة".
تأثير حزب الخضر في ولاية ميشيجان
في ولاية ميشيجان الحاسمة، التي تضم جالية مسلمة كبيرة، يتمتع حزب الخضر بنفوذ متزايد بسبب استياء الكثير من المسلمين من سياسة إدارة بايدن-هاريس تجاه حرب غزة. أظهر استطلاع لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) الشهر الماضي أن 40% من المسلمين في الولاية يعتزمون التصويت لستاين، بينما يخطط 12% فقط للتصويت لهاريس.
كما يظهر الاستطلاع زيادة في نسبة المسلمين الذين يفضلون جيل ستاين في ولايات حاسمة مثل ويسكونسن وأريزونا، اللتين فاز بهما بايدن بفارق ضئيل في انتخابات 2020.
ستاين تعهدت بإنهاء الحرب على قطاع غزة "من اليوم الأول"
في حديثها بمناسبة الذكرى السنوية لهجوم حماس، أعلنت جيل ستاين، مرشحة الحزب الأخضر للرئاسة، عن عزمها إنهاء الحرب في غزة "من اليوم الأول" إذا تم انتخابها، واعتبرت أن الحل يكمن في إنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل، داعية إلى مقاضاة الشركات التي تنتهك القوانين المتعلقة بالتأثير الأجنبي.
وأشارت ستاين إلى أن أيام التصويت ضد الضمير قد ولت، حيث تعتمد ولايات مثل مين نظام التصويت بالاختيار المرتب، مضيفة أنه يمكن للناخبين التعبير عن تفضيلاتهم دون الخوف من إفساد الانتخابات، مؤكدة على أهمية أن يكون صوتهم الأول ضد "الإبادة الجماعية".
جيل ستاين: التصويت لهاريس وترامب هو الموافقة على الإبادة بغزة
وصفّت ستاين التصويت لكلا المرشحين الرئيسيين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، بأنه تصويت للإبادة الجماعية، خلال مناقشة في جامعة جنوب مين، حيث استعرضت الأبعاد الإنسانية للهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل والذي أدى إلى أزمة إنسانية في غزة.
نظام التصويت وتأثيره في ولاية مين
في ولاية مين الأمريكية، يساهم نظام التصويت بالاختيار المرتب في تقليل تأثير "المفسد"، حيث يسمح هذا النظام للناخبين بتحديد خياراتهم المفضلة، مما يعزز من فرص المرشحين غير التقليديين مثل جيل ستاين.
في الإطار نفسه، تتلقى ستاين الدعم من ائتلاف مين لفلسطين، والذي يضم مجموعات مناهضة للحرب. وقد دعمت إحدى المرشحات ديانا ميراندا، والتي تعارض أفعال إسرائيل هذا التوجه.
وأشادت جيل ستاين بجهود حركة مين لفلسطين، مشيرةً إلى أهمية العمل المحلي في إحداث تغييرات على المستوى الوطني، معربة جيل ستاين عن تفاؤلها بأن ناخبي ولاية مين مستعدون لتغيير نظام الحزبين القائم، لتركز على ضرورة مواجهة تغير المناخ، مشددة على أهمية استخدام الموارد المالية في معالجة القضايا الملحة بدلاً من استمرار دعم الحروب.
المرشحة الرئاسية جيل ستاين تدعو للمشاركة السياسية
اختتمت ستاين حديثها بالتأكيد على أن الديمقراطية تتطلب من الجميع المشاركة، مشيرةً إلى ضرورة أن يتمكن الناخبون من اتخاذ قراراتهم بعيدًا عن الضغوطات الاقتصادية والسياسية.