نقيب الفنانين التشكيليين: دهان أسود قصر النيل بـ “الرولة” أفقدها قيمتها التاريخية
تسبب دهان أسود قصر النيل بـ "رولة بوية" باللون الأسود في إثارة جدل واسع عبر “السوشيال ميديا”، حيث تسبب في ضياع لونها الحقيقي وقيمتها الأثرية التي مر عليها نحو 150 عامًا.
ويرصد موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تفاصيل أزمة أسود قصر النيل التي أثارت جدلًا واسعًا بعد دهانها بـ "برولة بوية" سوداء مما أفقدها قيمتها الفنية الأثرية التي مر عليها 150 عامًا وضياع لونها الحقيقي.
محافظة القاهرة دهنت أسود قصر النيل بـ "رولة بوية" سوداء
قامت محافظة القاهرة بتعليق لافتة كتب عليها "عملية ترميم وصيانة أسود قصر النيل بالتنسيق مع وزارة الآثار، والتي ظهرت لجميع المشاة ورواد المكان أن ما يحدث يعد اعتداءً صارخًا على أسود قصر النيل التي تعد من أهم معالم كوبري قصر النيل.
نقيب التشكيليين: صيانة ودهان أسود قصر النيل غير علمية
من جانبه، علق نقيب الفنانين التشكيليين الفنان طارق الكومي، على عملية الصيانة التي تتم لأسود كوبري قصر النيل، موضحًا أن عملية الدهان تمت بطريقة سريعة مما تسبب في تغيير اللون الأصلي لتماثيل أسود قصر النيل المصنوعة من البرونز.
الكومي: التماثيل تحتاج عدم المساس بقيمتها المادية والفنية
وأوضح نقيب الفنانين التشكيليين أن هناك طرقًا علمية من أجل إزالة الأتربة وعوادم السيارات مع الحفاظ على لونها الأصلي مؤكدًا على ضرورة عدم المساس بهوية "اللون الروزنزي" اللون الأصلي للتماثيل وللأسف هذا لم يحدث عند دهان أسود قصر النيل بهذه الطريقة.
دهان التماثيل بالبوية والورنيش أفقدها قيمتها التاريخية
وأكد طارق الكومي أن استخدام اللون الأسود في طلاء أسود قصر النيل يتسبب في عمل درجة كثافة لونية للتماثيل، كما أن دهانها بالورنيش يتساقط عند تعرضه لدرجة حرارة الشمس.
وأوضح نقيب الفنانين التشكيليين أن استخدام طلاء التماثيل المصنوعة من "البرونز" يتم من خلال استخدام مواد معينة وطريقة علمية ومواد كيميائية محددًا مشيرًا إلى أن دهان التماثيل "البرونزية" بهذه الطريقة يفقد التماثيل قيمته المادية والفنية.
وأضاف الكومي، أن النقابة قامت بالتواصل مع العلاقات العامة بمحافظة القاهرة حيث تقوم بالتنسيق مع وزارة السياحة من أجل إنقاذ ما تعرضت له تماثيل أسود قصر النيل، مشيرًا إلى استعداد النقابة لمدهم بالخبراء من الفنانين التشكيليين، حيث أن دورهم استشاري حتى لا يتم تشويه أو طمس معالم التماثيل الأثرية.
بيان نقابة الفنانين التشكيليين بسبب دهان أسود قصر النيل
وصدر بيانًا من نقابة الفنانين التشكيليين تعرب فيه عن تخوفها من أعمال صيانة أسود قصر النيل ضمن خطة لصيانة 21 تمثالًا بالميادين العامة بمحافظة القاهرة، سبق أن أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار.
وأوضح البيان أنه تم بدء المشروع بتنفيذ أعمال الصيانة بدهان أسود كوبرى قصر النيل، حيث تم ملاحظة استخدام "الرولة" في دهان "التماثيل البرونز" وهو ما يعد خطأً كبيرًا ومخالفًا للقواعد العلمية والفنية لأعمال الصيانة.
وأضاف بيان نقابة الفنانين التشكيليين أن دهان التماثيل البرونزية بـ "الرولة" أفقد التماثيل قيمتها الفنية وطمس (الباتينا) اللونية الأصلية لخامة البرونز لأعمال ذات قيمة فنية وتاريخية كبيرة وصيانتها لا تتم بالطرق التقليدية.
واختتم بيان النقابة إن عملية الصيانة تتم بطرق أكثر دقة لإزالة الأتربة الملتصقة فقط دون استعمال ورنيشات ومواد ملمعة أفسدت العمل على المستوى البصرى والتقنى، لذا وجب التنبيه والإشارة لإنقاذ أسود قصر النيل.
حكاية عدم وضع الأسود في حديقة الحيوان وتزيين أقدم كوبري
عند بناء كوبري "قصر النيل"، أول كوبري على النيل أواخر القرن التاسع عشر، تحديدًا في عام 1869، أراد تزيين مداخله بتماثيل عملاقة، فحول موقع الأسود على أبواب حديقة الحيوان، واستبدلها عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور حيوانات الغابة المختلفة.
سر إطلاق لقب "ابو السباع" على كل شخص اسمه إسماعيل
يقف أربعة أسود برونزية عند مداخل الكوبري، كرمز لحمايته من أي شر، صنعها النحات الفرنسي الشهير هنري ألفريد جاكمار، بعد صدور مرسوم ملكي عام 1871، صنعت خصيصًا في فرنسا، قبل أن يتم نقلها إلى القاهرة عبر الإسكندرية، بقيمة 198 ألف فرنك، واشتهرت منذ ذلك الحين كلمة "أبو السباع" على الخديوي إسماعيل، وكل شخص اسمه إسماعيل.
رحلة الأسود الأربعة من فرنسا إلى كوبري قصر النيل
وصلت التماثيل إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد عُزل وتولى الحكم ابنه الخديوي توفيق، كان في ذلك الوقت يقوم بتجميل كوبري الخديوي إسماعيل كما كان يسمى الكوبري في ذلك الوقت، ورأى الخديوي توفيق أن الكوبري يحتاج إلى مظهر يليق بهيبة اسم والده، فوضع أسدين على كل مدخل.
متي تم تغيير اسم كوبري الخديوي إسماعيل؟
وفي عام 1933 أعيد افتتاحه بعد إعادة بنائه، وكان يفتح مرتين في اليوم لمرور السفن والقوارب في طريقها إلى النيل، وبعد ثورة 1952 تم تغيير اسم الكوبري إلى كوبري قصر النيل، ومنذ ذلك الحين لم يفتح الكوبري أبدًا.