الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لبنان ساحة حرب .. الضربة الإسرائيلية ضد إيران تعيد بيروت للوراء

إسرائيل وإيران
إسرائيل وإيران

إسرائيل وإيران، لا تزال تداعيات الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران غير واضحة، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في لبنان، حيث تتصاعد الاشتباكات منذ أكثر من ستة أسابيع، حيث إن المسؤولون في لبنان لا يمتلكون معلومات دقيقة حول ما إذا كانت هذه الضربة، التي جرى التنسيق بشأنها مع الولايات المتحدة، ستؤثر إيجابيًا على الوضع في البلاد أو ستساعد الإدارة الأمريكية في الحد من التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل.

داعيات الضربة الإسرائيلية على إيران وتأثيرها على لبنان

دعا مصدر رسمي في لبنان خلال تصريحات صحفية إلى عدم الربط بين الاحتواء الأمريكي للغارات الإسرائيلية على طهران والأحداث في الساحة اللبنانية، موضحًا أن العمليات العسكرية المستمرة في جنوب لبنان والرغبة الإسرائيلية في التوغل في البلدات الجنوبية، بالإضافة إلى القصف اليومي الذي يدمر مناطق متعددة، تدل على أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفصل تمامًا بين جبهة لبنان والجبهات الأخرى، بما في ذلك إيران.

اجتماع نتنياهو

إدارة بايدن والحرص على تجنب الصراع الكبير

وأشار المصدر اللبناني، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل النزاع الإسرائيلي في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سيتحدد ذلك بناءً على هوية الرئيس الأمريكي المقبل الذي سيسكن في البيت الأبيض.

وبعد الضربة، تم الكشف عن أن تل أبيب قد أبلغت طهران مسبقًا بالمواقع المستهدفة، مما يدل على أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قد نجحت في منع نشوب حرب شاملة في المنطقة قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر. 

وأوضح السفير اللبناني السابق في واشنطن أنطوان شديد أن الإدارة الأمريكية الحالية تمكنت من إقناع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تكون الضربة ضد إيران ضمن نطاق محدود، ومع ذلك استبعد أن يكون لذلك تأثير إيجابي على الوضع في لبنان، مشيرًا إلى أن نتنياهو مصمم على مواجهة حزب الله اللبناني وإعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم.

كيف تكون التأثيرات المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية ؟

أكد شديد أنه لا توجد سياسة واضحة من الولايات المتحدة تجاه لبنان، بل تُحدد السياسة الأمريكية على مستوى المنطقة ككل، حيث يُعتبر لبنان جزءًا من هذه المعادلة"، ومن المتوقع أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى تغييرات في الديناميات الإقليمية. وذكر شديد أن فوز كامالا هاريس قد يعني استمرار سياسة بايدن، بينما قد يؤدي فوز دونالد ترامب إلى تغييرات جذرية، خاصة أن ترامب ينتقد بقوة من يطلبون من نتنياهو وقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان.

هاريس وترامب

استخدام لبنان كميدان ضغط بديل

وفقًا لموقع "كسيوس التابع للاستخبارات الأمريكية، فإن إسرائيل قد أرسلت تحذيرات إلى إيران قبل تنفيذ الهجوم، توضح الأهداف التي سيتم استهدافها، فيما يعتقد مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، أن "لضوابط الأمريكية المتعلقة بالضربة الإسرائيلية تهدف إلى منع تفاقم النزاع في المنطقة، إذ تسعى واشنطن لتجنب الحرب الكبيرة.

يرى نادر أن لبنان قد يصبح الساحة الرئيسية للضغط على إيران بدلاً من توجيه الضربات إلى العمق الإيراني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تعارض العمليات ضد حزب الله وتود إضعافه، على عكس الوضع في قطاع غزة الذي يضع الإدارة الأمريكية في موقف محرج بسبب الدمار الهائل.

هل الضربة الإسرائيلية نهاية التوتر في المنطقة ؟

لا يعتبر سامي نادر أن الضربة الإسرائيلية تمثل النهاية، مشددًا على أن نتنياهو أظهر من خلال توخي الحذر في الضربة، وتجنبه استهداف منشآت النفط والغاز والبرنامج النووي الإيراني، أنه يسعى لتحقيق أهداف سياسية قد تؤدي إلى دعم عسكري إضافي من واشنطن. ومع ذلك، يبقى التوتر مستمرًا مع القيادة الإيرانية.

كما يشير نادر إلى أن الضربة حققت نجاحًا في تدمير بعض أنظمة الدفاع الجوي، مثل صواريخ S-300 الروسية، لكنه يؤكد أن التطورات لن تنتهي هنا. ويختتم بالقول إن هذه الضربة الإسرائيلية قد تشكل الأساس لتسوية دبلوماسية لا تؤدي إلى تغيير النظام الإيراني، بل تركز على تقليص نفوذ الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك "حزب الله" في لبنان.

تم نسخ الرابط