المفتي يكشف أسباب انتشار الإلحاد بين الشباب بـ مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
قال الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، إن القرآن الكريم يُعتبر أسمى معجزة إلهية، إذ يظل خالدًا على مر العصور ودليلًا على صدق النبوة، ويتميز القرآن بأنه معجزة عقلية تتلاءم مع تطور الإدراك البشري الذي بلغ ذروته في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما يجعله صالحًا لهداية البشر في كل زمان ومكان.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي افتتح فعالياته في مركز مؤتمرات الأزهر الشريف بالقاهرة، ويهدف المؤتمر إلى مناقشة الإعجاز العلمي من منظور علمي ومنهجي.
معجزة القرآن الكريم
وخلال كلمته، بيَّن "عيَّاد" أن تميز القرآن عن سائر المعجزات الإلهية يكمن في طابعه العقلي، إذ أنه يتناسب مع قدرات الإنسان العقلية، ما يجعله معجزًا لجميع العصور ومصدر إلهام إيماني.
وأوضح أن آيات القرآن تُعدّ شواهد خالدة على صدق الرسالة النبوية، وأنها تحمل في طياتها منهجًا إلهيًّا متكاملًا يعزز من قيم الحياة، ويُقدِّم إطارًا لفهم الطبيعة الإلهية والبشرية على حد سواء.
مفتي الجمهورية: جمود الفكر الديني سبب انتشار الأفكار المتطرفة
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن جمود الفكر الديني يُعد من أبرز التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر، حيث يؤدي هذا الجمود إلى انتشار الأفكار المتطرفة والإلحاد بين الشباب.
وشدد على أهمية النقد الذاتي وتعزيز الأدوات الفكرية المناسبة لتقديم الفكر الديني بما يتوافق مع احتياجات العصر، مشيرًا إلى ضرورة إحياء روح الاجتهاد وتطوير طرق عرض المعرفة الدينية لتتوافق مع وعي الأجيال الجديدة وتحدياتها.
التوازن في تناول قضايا الإعجاز العلمي
وفيما يتعلق بموضوع الإعجاز العلمي، دعا "عيَّاد" إلى ضرورة التحلي بالاعتدال عند التعامل مع المسائل العلمية المرتبطة بالنصوص الدينية، مشددًا على أهمية التفريق بين الحقائق العلمية المؤكدة والفروض العلمية المتغيرة.
ونبَّه إلى أن الإفراط في إخضاع النصوص الدينية لتلك الفروض قد يُثير تناقضات يستغلها البعض للطعن في الدين، ما يتطلب الحكمة في التعامل مع هذه المسائل لتجنب التشكيك والإثارة غير الموضوعية.
كما دعا إلى التنسيق بين المؤسسات الدينية والعلمية في مصر وخارجها، بغية تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإعجاز العلمي، وتعزيز دور القرآن كمصدر شامل للهداية وملهم علميًّا ودينيًّا للمجتمع.