في ذكرى وفاته.. هل استحق يوسف بك وهبي هذا اللقب؟ ولماذا هاجمه شعب بأكمله؟
يوسف بيك وهبي، رحل عن عالمنا بيك عصره وجيله يوسف وهب،ي في 17 أكتوبر 1982، تاركًا إرثا فنيًا كبيرًا، لا يزال يحكي عنه التاريخ، فعندما لقٌب بلقب “بيك”، لم يكن لنسبه وحسبه فقط، ولكنه استمر معه في الإطار الفني فكانت بصمته في المسرح والسينما ومجال الفن، مثمرة بين التمثيل والإخراج والإنتاج، مما جعله يستحق لقب “بيك” الفن المصري أيضًا.
غادر يوسف بيك وهبي عالمنا، بعد أن قدم للفن ما بين المسرح والسينما، تاريخًا يدرس في كتب ومحاضرات تتخطي السنين ولا تكفيها الساعات.
وحرص الأيام المصرية على يرصد محطات وتفاصيل مميزة في ذكرى وفاة يوسف بيك وهبي في هذا التقرير، فاتسمت حياته بالثراء المادي والثراء بالنجاح وأيضًا ثراء في بالمواقف المثيرة والمؤلمة.
نشأة يوسف بيك وهبي بين أعيان الفيوم
ولد يوسف وهبي الملقب بـ البيك على المستوى الاجتماعي والعملاق على المستوي الفني، في 17 يوليو 1898 في مدينة الفيوم، كان ينتمي لعائلة من أعيان الفيوم، عائلته كانت لها مكانة محترمة في المجتمع، وما زالت آثارها موجودة حتى اليوم، مثل "مسجد عبد الله بك"، الذي بناة والده ويعتبر واحدًا من أكبر المساجد في الفيوم ويعكس تاريخ العائلة ومساهمتها في المجتمع، ويزال له مكانته بين أهالي الفيوم ويتحاكي كل جيل بتاريخه.
يوسف بيك وهبي يصاب يشغف التمثيل
بدأت علاقة يوسف وهبي بالتمثيل عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي، ليصاب بشغف التمثيل، مما يتعارض مع مكانته ومكانة عائلته الاجتماعية ولكنه استمر، وبدأ بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات في المدرسة، لكن عائلته، التي رأت في التمثيل عارًا، عارضت اختياره بشدة، حيث كان يُنظر إلى الممثلين بشكل سلبي في المجتمع، أصر يوسف على حلمه والتحق بالسيرك، حيث عمل مصارعًا في سيرك الحاج سليمان وتدرب على يد المصارع المعروف وبطل الشرق في المصارعة في وقتها عبد الحليم المصري.
رحلته إلى إيطاليا بعد أن طرده والده بسبب التمثيل
بسبب إصراره على العمل في الفن، طرده والده، فهرب إلى إيطاليا بدعوة من صديقه محمد كريم، وعندما وصل إلى إيطاليا قرر أن يستكمل باسم مستعار ولكنه أعتمد على فخامة أصله وتاريخه أيضًا وهو “رمسيس” وتعلم فنون التمثيل على يد ممثل إيطالي كبير، وعاد إلى مصر في عام 1921 ولكن بعد وفاة والده، الذي ترك له ثروة كبيرة، ساهمت معه بعد رجوعه بشكل كبير في دعم موهبته وافكاره.
استغل ثروته بعد وفاة والده وأسس فرقة مسرحية باسم رمسيس
بدأ يوسف حياته المسرحية بالتمثيل في فرقتي حسن فايق وعزيز عيد، وعلى الرغم من رفض والده لإلتحاقة بمهنة التمثيل إلا أنه استغل ثروته لتأسيس فرقة رمسيس، قدمت هذه الفرقة ما يقرب من 300 مسرحية، تناولت مواضيع اجتماعية وتاريخية مثل "كرسي الاعتراف"، "راسبوتين"، "المائدة الخضراء"، "بنات الشوارع"، "أولاد الفقراء"، "بيومي أفندي"، "خليفة الصياد"، "هارون الرشيد"، و"صلاح الدين الأيوبي".
معركة يوسف وهبي لتجسيد السيرة النبوية
تُعد القصة الأشهر في حياة يوسف وهبي تلك المعركة التي خاضها بشأن تقديم فيلم يجسد سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي انتهت بالفشل بعد ثورة الجماهير ضده.
بدأت القصة عندما عرضت شركة "ماركوس" السينمائية الألمانية مشروعًا بالتعاون مع الحكومة التركية على يوسف وهبي، ليتولى بطولة عمل فني يجسد قصة النبي محمد، حيث تم الإعلان عن مشروع عمل يجسد من خلاله يوسف وهبة السيرة النبوية في مجلة "المسرح" في 26 مايو 1926.
مع استعداد يوسف وهبي لأداء هذا الدور، قام بتحضير صور فوتوغرافية تظهر الشكل الذي سيظهر به النبي في الفيلم، لكن بعد نشر هذه الصور، ثار الجمهور عليه بشكل كبير، مما دفع شيخ الأزهر إلى إرسال خطاب إلى وزارة الداخلية يطالب فيه بالتحقيق في هذا الأمر ومنع وهبي من القيام بهذا الدور، بل وصلت الأمور إلى حد منعه من السفر.
استدعت وزارة الداخلية يوسف وهبي للتحقيق معه في هذا الشأن، وأكدت بعد ذلك للمشيخة أنه سيعتذر في الصحف عن قبول الدور، وفي تصريح له، أوضح يوسف وهبي أنه كان يرغب في هذا الدور لرفع شأن النبي محمد وتصويره أمام العالم الغربي بالشكل الذي يليق به، مشيرًا إلى أن هدف الفيلم الأساسي هو الدعوة والإرشاد إلى الدين الإسلامي.
وفي النهاية ، أعلن يوسف وهبي انسحابه من هذا الدور احترامًا لرأي العلماء وأصحاب الفضيلة، وأبلغ الشركة بذلك.
لحظة وفاة يوسف بيك وهبي
يشار إلى أن فترة وفاته من أهم الفترات المؤثرة في حياته وذلك لما تعرض له قبلها، حيث توفي يوسف وهبي في 17 أكتوبر 1982 بعد دخوله مستشفى المقاولون العرب نتيجة إصابته بكسر في عظام الحوض إثر سقوطه في الحمام، و أثناء تلقيه العلاج، ورغم تمسكه بالحياة تعرض لسكتة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته. كان إلى جانبه عند وفاته زوجته وابنها.