حادث الجلالة - العين السخنة.. أسر الضحايا يودعون الجثامين: ولادنا راحوا في غمضة عين (صور)
حادث الجلالة - العين السخنة، تعيش أسر ضحايا حادث انقلاب أتوبيس، الذي كان يقل عددًا من طلاب كلية الطب بجامعة الجلالة، حالة من الحزن العميق جراء فقد أبنائهم في حادث مأساوي وقع أثناء سير الأتوبيس بطريق الجلالة باتجاه بورتو السخنة.
أصدرت جهات التحقيق بالسويس، قرارها بالتصريح بدفن جثث الضحايا في حادث طريق الجلالة - العين السخنة، وتسليمهم لذويهم، فور توقيع الكشف الطبي الظاهري عليهم، لبيان وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة.
والدة ضحية الاتوبيس: نفسي أشوف ابني وأودعه بنظرة أخيرة
جلست إحدى السيدات على رصيف بجوار المستشفى وعيناها تذرفان الدموع، وقالت: “ابني كان في أول سنة له بكلية الطب، وكان فرحان والبيت كله كان فرحان بيه، ودعني يوم الجمعة قبل ما يمشي وقال لي: “خلي بالك من نفسك وادعيلي يا أمي”، ما كنتش أعرف إنه هيروح مني في غمضة عين، وراح لبس الكفن قبل ما يفرح بالبالطو الأبيض والسماعة”.
وأشارت الأم إلى أنها تنتظر أمام المستشفى منذ أن علمت بالحادث، حتى تأكدت من وفاته، وأضافت: “قلبي بيوجعنى على فراق ابني ونفسي أحضنه”.
والد الضحية: الأتوبيس كان يحمل عددًا أكبر من طاقته المسموح بها
وفي سياق متصل، قال والد أحد المصابين إنه تلقى اتصالاً من ابنه فور خروجه من آخر محاضرة، ليطمئنه قبل صعوده إلى الأتوبيس المنكوب. وأضاف الأب: "خايف لابني يروح مني، كل شوية يطلع علينا حد ويقول اسم الطالب اللي توفى".
وأشار الأب إلى حجم الحادث المروع، موضحًا أن جميع الطلاب في الجامعة توجهوا إلى المجمع الطبي للتبرع بالدم لزملائهم المصابين في لفتة إنسانية.
وأضاف والد المصاب أنه علم من أحد الناجين أن الأتوبيس كان يقل 50 طالبًا، وكان ممنوعًا من السير على طريق بورتو السخنة (طريق الجلالة) نظرًا لأن الطريق غير آمن ويُحيط به الجبال، ما يجعله عرضة للانقلاب في أي لحظة.
كما أوضح الناجي أن الأتوبيس كان يحمل عددًا أكبر من طاقته المسموح بها، وأنه يتبع شركة خاصة تُدعى "جو ترافيل نبيل".
وأكد بعض المتواجدين أن الأتوبيس لم يكن مزودًا بفرامل جيدة، وأنه انقلب دون أن يصطدم بأي سيارة أخرى، مشيرين إلى أن السائق كان يسير بسرعة عالية.
وتحركت سيارات تكريم الموتى من مستشفى السويس العام، صباح اليوم الثلاثاء، لدفن الضحايا بمسقط رأسهم، في أجواء حزينة باكية، وعبر أسر المجني عليهم عن غضبهم وحزنهم جراء فقد ذويهم في الحادث.
وكان صرح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، بأن حادث انقلاب أتوبيس على طريق العين السخنة أسفر عن إصابة 33 طالبًا ووفاة 12 آخرين، تم نقل المصابين إلى المجمع الطبي التابع للهيئة العامة للرعاية الصحية بمحافظة السويس.
الحالة الصحية للمصابين غير مستقرة
وأشار عبدالغفار، خلال تصريحات تليفزيونية عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن الحالة الصحية للمصابين غير مستقرة، مع وجود عدد من الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلات جراحية، حيث تعمل الطواقم الطبية على تقديم الرعاية اللازمة.
كما أوضح أن الإصابات بين الحالات المنقولة للمستشفى ما زالت غير مستقرة، وأن التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الحادث. ولفت إلى أن وزير الصحة يتابع عن كثب سير الرعاية الصحية للمصابين، وكلف نائبة له بالتواجد الميداني.
وتقدم الدكتور خالد عبدالغفار، بالتعازي لأسر طلاب جامعة الجلالة الذين وافتهم المنية، إثر الحادث الأليم، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا التنسيق التام مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد الشناوي رئيس الجامعة، في إجراءات نقل الطلاب المتوفين، وتقديم الرعاية الطبية للمصابين.