المتحف المصري الجديد.. تحفة معمارية لجذب ملايين السائحين
يمثل المتحف المصري الجديد، الذيى يجري تشييده بالقرب من أهرامات الجيزة، وإنجازًا معماريًا وثقافيًا فريدًا، يهدف إلى استقطاب أكثر من خمسة ملايين شائح سنويًا، ويعتبر هذا المتحف أحد أكبر المتاحف في العالم، وبعد افتتاحه رسميًا سيكون وجهة عالمية لعشاق التاريخ والحضارة المصرية القديمة، ويتميز المتحف بمجموعته الفريدة من القطع الأثرية الفرعونية، والتي ستعرض للجمهور لأول مرة، مما يضيف قمية ثقافية وسياحية كبيرة للبلاد، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية كافة التفاصيل المتعلقة بالمتحف خلال السطور التالية.
تصميم المتحف المصري الجديد
يتميز تصميم المتحف المصري الكبير بكونه محاكاة للأهرامات، حيث تم تشكيل المبني على هئية مثلثات متراصة تعكس شكل الأهرامات الثلاثة، ويتكون المتحف من واجهات مكسوة بـ "حجارة الألبستر الرمادية"، ما يضفي على المبني طابعًا فنيًا مميزًا، ويعتبر التصميم بمثابة تجسيد لتاريخ مصر العريق، ويمثل نقطة التقاء بين الحاضر والماضي، حيث تسعى القائمون على المشروع غلى خلق تجربة فريدة للزوار تجمع بين التعليم والترفية.
أهداف المتحف المصري الجديد
تمثل الأهداف الرئيسية لإنشاء المتحف المصري الجديد في تعزيز السياحة الثقافية، وإبراز الحضارة المصرية القديمة، وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية للزوار، بالإضافة إلى ذلك، يسعى المتحف إلى استقطاب العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم، من خلال إقامة معارض وفعاليات علمية متميزة.
تاريخ مشروع المتحف المصري الجديد
تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الجديد إلى عام 2002، حيث بدأت الحكومة المصرية في التخطيط لهذا المشروع الضخم بالتعاون مع شركاء دوليين، وتمثل جهود السنوات الماضية في إنشاء هذا المعلم الثقافي تجسيدًا للرؤية المصرية نحو تعزيز الهوية الوطنية وتحسين صورة البلاد على الساحة العالمية.
مراحل تطوير المتحف المصري الجديد
- المرحلة الأولى (2002 – 2008): شملت المرحلة الأولى كافة الدراسات الهندسية للمشروع، حيث تم تشكيل اللجان المسؤولة عن التصميم وإجراء مسابقة معمارية لاختيار أفضل تصميم للمتحف، وقد أقيمت المسابقة بمشاركة مجموعة من المعماريين المحليين والدوليين، مما أضفى طابعًا عالميًا على المشروع.
- المرحلة الثانية (2005 – 2010): تضمنت المرحلة الثانية تأهيل الموقع المحدد للبناء وإزالة أي معوقات تعرقل المشروع، وبدأت الأعمال التأسيسية لمركز الترميم، وهو جزء حيوي يضمن نقل المومياوات والمعروضات الأثرية بطريقة آمنة.
- المرحلة الثالثة (2008 – 2022): في هذه المرحلة، تم بدء بناء قاعات العرض المتحفية، بما في ذلك المرافق المرتبطة مثل متحف الطفل والسينما، بالإضافة إلى المسلة والممشى السياحي الذي يوفر رؤية شاملة للأهرامات.
مساحة المتحف المصري الجديد ومرافقه
يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة 500 ألف متر مربع، وهو بذلك يعتبر واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، ويحتوي المبنى نفسه على 45 ألف متر مربع، في حين تتضمن المساحة المتبقية مجموعة من المرافق الخدمية مثل المحلات التجارية، ومعامل الترميم، والساحة الخارجية، ومواقف السيارات.
محتويات المتحف المصري الجديد
يشمل المتحف مجموعة هائلة من المعروضات الأثرية، حيث يتوقع عرض 100 ألف قطعة أثرية أمام الزوار للمرة الأولى، ومن أبرز المعروضات التي ستظهر في المتحف:
- مبنى المتحف الرئيسي: يحتوي على 12 قاعة عرض مزودة بأحدث التقنيات الصوتية والضوئية.
- الدرج العظيم (البهو الرئيسي): يمتد طوله إلى 25 مترًا ويشمل معالم سياحية هامة مثل ميدان المسلة وحائط الأهرامات.
- الحديقة المتحفية: تعرف أيضًا بـ"حديقة أرض مصر"، حيث يتم زراعة أنواع مختلفة من الأشجار التي كانت تحظى بتقدير المصريين القدماء.
- الممشى السياحي: يهدف إلى نقل الزوار بين المتحف والأهرامات.
- مركز الترميم: يتكون من 19 معملًا للحفاظ على المعروضات.
- مركز تدريبي: يهدف إلى تدريب الكوادر المتخصصة في مجال المتاحف والإرشاد السياحي.
- منطقة ترفيهية: تضم مجموعة من المرافق الترفيهية والمحلات التجارية والمطاعم.
تكلفة المتحف المصري الجديدوالشركات المنفذة
تقدر تكلفة مشروع تطوير المتحف المصري الكبير بحوالي 550 مليون دولار، حيث قدمت الجهة المانحة اليابانية "جايكا" قرضًا ميسرًا بقيمة 300 مليون دولار، وتم اختيار الشركات المسؤولة عن التنفيذ من خلال مسابقة معمارية، ومن بين الشركات الفائزة شركة "هينجان بنج" التي تولت التصميم المعماري، وشركة "أتيليه بروكنر" التي تعمل على تنظيم العروض المتحفية، بالإضافة إلى "أوراسكوم وبيسكس" المسؤولة عن الأعمال الإنشائية.
أسعار تذاكر الدخول للمتحف المصري الجديد
كشف المتحف المصري الكبير عن أسعار تذاكر الدخول التي تتفاوت حسب الفئات العمرية والمكان المراد زيارته، وعلى سبيل المثال، سعر تذكرة دخول الأفراد فوق 21 عامًا هو 150 جنيهًا، بينما سعر التذكرة للأفراد من 6 إلى 21 عامًا هو 75 جنيهًا، وتعتبر هذه الأسعار معقولة بالنسبة للزوار الأجانب، حيث يصل سعر تذكرة الدخول إلى 1000 جنيه مصري.
مواعيد الزيارة للمتحف المصري الجديد
تبدأ مواعيد زيارة المتحف المصري الكبير من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً، حيث يتم تنظيم 7 جولات يوميًا، تستمر كل منها من ساعة ونصف إلى ساعتين، وهذه الجولات توفر تجربة متميزة للزوار، مما يجعل الزيارة أكثر فائدة وإفادة.
كيفية حجز التذاكر
لتسهيل زيارة المتحف، خصصت وزارة السياحة صفحة إلكترونية لتسجيل حجز التذاكر، مما يسهل على الزوار عملية الحجز قبل الوصول، ويجب على الزوار ملء بعض المعلومات الأساسية لحجز تذاكرهم بسهولة.
مواصلات المتحف
يتميز موقع المتحف المصري الجديد بقربه من وسائل النقل العامة، حيث يمكن الوصول إليه بسهولة من خلال أتوبيسات النقل العام، وكذلك عبر مترو الأنفاق، مع وجود محطات قريبة تسهل التنقل.
الافتتاح التجريبي
بعد فترة انتظار طويلة، سيشهد المتحف المصري الكبير افتتاحًا تجريبيًا في الأول من ديسمبر، حيث سيشمل الافتتاح الدرج العظيم ومعرض توت عنخ آمون، ويسعى القائمون على المتحف إلى تقديم تجربة استثنائية للزوار، تجسد حضارة مصر القديمة من خلال عرض القطع الأثرية الهامة.
الفنادق القريبة
تتوفر مجموعة من الفنادق الفاخرة بالقرب من المتحف، مما يسهل على الزوار الإقامة والاستمتاع بتجربتهم السياحية، ومن بين هذه الفنادق: فندق كايرو بيراميدز، فندق بيراميدز بلازا، وفندق ريجنسي بيراميدز.
يمثل المتحف المصري الجديد إنجازًا حضاريًا وثقافيًا كبيرًا، يبرز الجهود المصرية لإعادة إحياء التاريخ القديم وتعزيز السياحة، ومن خلال مجموعة واسعة من المعروضات، ومرافق عالمية المستوى، يسعى المتحف إلى أن يصبح وجهة مفضلة للزوار من جميع أنحاء العالم، ويؤكد أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية.
خبير أثري يؤكد على جهود الدولة لتطوير المتحف المصري
قال الدكتور خالد سعد، الخبير الأثري، إن هناك كثيرًا من الجهود المبذولة ليظهر المتحف المصري بالصورة المتألقة عالميًا التي عليه الآن، وأشار إلى أن هذه الجهود تشمل التصميمات، والإضاءات، ومسارات الزيارة، والخدمات المقدمة للسائحين والمرشدين، وأماكن انتظار السيارات.
وأضاف «سعد» خلال لقاء له على قناة «إكسترا نيوز»، أن هناك منظومة متكاملة تختلف عن الرؤية البصرية التي يراها الزائرون في المتحف المصري الكبير، وأوضح أن أي متحف في العالم يفتتح لا بد أن يكتنفه الآثار المصرية.
ولفت إلى أن الدولة المصرية تعتبر الوحيدة التي لها مسمى دراسي «إيجبتولوجي»، الذي يدرس على مستوى جامعات العالم، وتابع: «المتحف المصري هو أكبر متحف في العالم من حيث العدد، بمساحة 117 فدانًا، وهو المكان المناسب لعرض أي آثار لدولة أخرى».
وأشار إلى أن تحضيرات افتتاح أي متحف عادي تختلف تمامًا عن افتتاح أكبر متحف في العالم، ويتضح ذلك من خلال أعداد رؤساء الدول الذين سيحضرون الافتتاح، فضلًا عن أن ملف السياحة يلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.