خطيبي حامل للأنيميا المنجلية.. هل الزواج خطر؟
الأنيميا المنجلية، هي حالة مرضية وراثية تؤثر على خلايا الدم الحمراء، وتعد واحدة من أبرز الأمراض الوراثية التي تصيب الدم، ويساغرض معكم موقع الأيام المصرية كل ما يتعلق بالأنيما المنجلية، أسبابها، أعراضها، وكيفية انتقالها إلى الأطفال، بالإضافة إلى نسب الإصابة.
ما هي الأنيميا المنجلية؟
الأنيميا المنجلية، هي اضطراب وراثي يؤثر على شكل خلايا الدم الحمراء، حيث تتحول من الشكل الدائري المعتاد إلى شكل منجلي أو هلالي، وهذه الخلايا غير طبيعية تكون أقل مرونة، مما يؤدي إلأى تراكمها وتسببها في انسداد الأوعية الدموية الدقيقة، وهو ما يعوق تدفق الدم إلى أجزاء معينة من الجسم، وهذه الانسدادات يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد، وتلف في الأعضاء، ومشاكل صحية أخرى.
أسباب الأنيميا المنجلية
تحدث الأنيميا المنجلية، نتيجة لطفرة جينية في الجين المسؤول عن إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يساعد في نقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا المرض ينتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، حيث يجب أن يرث الطفل نسخة من الجين المصاب من كلا الوالدين ليصاب بالأنيميا المنجلية.
أعراض الأنيميا المنجلية
تتفاوت أعراض الأنيميا المنجلية من شخص لآخر، وقد تظهر الأعراض منذ الطفولة، وتشمل الأعراض الشائعة:
- آلام شديدة في مناطق مختلفة من الجسم، تعرف بـ"نوبات الألم المنجلي".
- التعب والإرهاق نتيجة نقص الأكسجين في الدم.
- تورم في اليدين والقدمين.
- التهابات متكررة نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
- تأخر في النمو والتطور عند الأطفال.
احتمالية إصابة الأطفال بالأنيميا المنجلية
عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما حاملًا للجين المصاب، تزيد احتمالية إصابة الأطفال بالأنيميا المنجلية، إذا كان كلا الوالدين حاملين للجين، فإن الطفل لديه:
- 25% فرصة ليكون سليمًا ولا يحمل الجين.
- 50% فرصة ليكون حاملاً للجين دون أن يصاب بالمرض.
- 25% فرصة للإصابة بالأنيميا المنجلية.
أما إذا كان أحد الوالدين فقط حاملًا للجين، فلن يصاب الطفل بالمرض، ولكنه قد يرث الجين ويصبح حاملًا له، ما يعني احتمالية انتقاله إلى الأجيال القادمة.
تأثير الزواج بين حاملين لجين الأنيميا المنجلية
إذا كان كلا الزوجين حاملين لجين الأنيميا المنجلية، تزداد احتمالية إصابة الأطفال بالمرض بشكل ملحوظ، وفي هذه الحالة، تكون النسب كما يلي:
- 25% فرصة لإنجاب طفل سليم تمامًا.
- 50% فرصة لإنجاب طفل حامل للجين دون أن تظهر عليه أعراض المرض.
- 25% فرصة لإنجاب طفل مصاب بالأنيميا المنجلية.
هذا يجعل الزواج بين شخصين حاملين للجين محفوفًا ببعض المخاطر على صحة الأبناء لذلك، ينصح بإجراء الفحوصات الجينية قبل الزواج لتحديد المخاطر المحتملة.
الزواج من شخص غير حامل لجين الأنيميا المنجلية
إذا كان أحد الزوجين فقط حاملًا للجين، فإن الأطفال لن يصابوا بالأنيميا المنجلية، لكن 50% من الأطفال سيكونون حاملين للجين وقد ينقلونه إلى الجيل القادم، وفي هذه الحالة، ويعتبر الزواج أقل خطرًا من زواج حاملين للجين، لكن من المهم أن يكون الزوجان على دراية بالاحتمالات.
نسب الإصابة بالأنيميا المنجلية
تختلف نسب الإصابة بالأنيميا المنجلية من منطقة إلى أخرى، وهي أكثر شيوعًا في المناطق التي ينتشر فيها مرض الملاريا، مثل بعض الدول الإفريقية، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وفي هذه المناطق، يعتبر حاملو الجين المصاب أكثر مقاومة للملاريا، وهو ما أدى إلى انتشار الجين في هذه المناطق عبر الأجيال.
كيفية تشخيص الأنيميا المنجلية
تشخيص الأنيميا المنجلية يعتمد على فحوصات الدم، حيث يتم تحليل شكل خلايا الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبي، ويمكن أيضًا إجراء فحص جيني للكشف عن وجود الطفرة المسؤولة عن المرض، وفي بعض الأحيان، يمكن تشخيص الأنيميا المنجلية قبل الولادة من خلال فحص الجينات.
العلاج والوقاية من الأنيميا المنجلية
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي للأنيميا المنجلية، ولكن هناك طرق عديدة لإدارة المرض وتقليل الأعراض، تشمل العلاجات المتاحة:
- تناول مسكنات الألم خلال نوبات الألم المنجلي.
- نقل الدم بشكل منتظم للحد من تأثير النقص في الأكسجين.
- أدوية تمنع انسداد الأوعية الدموية.
- العلاج بالخلايا الجذعية الذي يعد حلاً لبعض الحالات.
أهمية الفحص الجيني قبل الزواج
نظرًا لأن الأنيميا المنجلية مرض وراثي، يعتبر الفحص الجيني قبل الزواج من الأدوات الفعالة لتحديد ما إذا كان هناك خطر على الأطفال، إذا تبين أن كلا الزوجين حاملان للجين، يمكن استشارة اختصاصي وراثة لبحث الخيارات المتاحة وتقديم النصائح المناسبة، والوقاية والتخطيط المسبق يقللان من خطر إنجاب طفل مصاب، مما يمنح الزوجين فرصة لاتخاذ قرار مدروس بشأن الإنجاب.
الأنيميا المنجلية هي حالة وراثية معقدة تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين، والتعرف على المرض وأعراضه واحتمالات انتقاله يساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل المضاعفات، ومن الضروري أن يكون الأهل على دراية باحتمالية إصابة أطفالهم والقيام بالفحوصات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن إنجاب الأطفال.