صحفيون فلسطينيون ينقلون لـ الأيام المصرية قصص تجاربهم مع الحرب بالمعرض الفوتوجرافي "غزة حبيبتي"
أطلقت فلسطين غير المحكية Untold Palestine ومنظمة Yura بالتعاون مع درب 15 معرضًا فوتوغرافيًا بعنوان "غزة حبيبتي"، والذي يسلط الضوء على أعمال مصورين صحفيين من قطاع غزة عاشوا تحت الحصار الطويل ووثقوا آثار الحروب، ويستمر المعرض من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري.
كان هذا الحدث فرصة للتعرف على الأعمال الفوتوجرافية التي تعكس صمود الشعب الفلسطيني في وجه الظروف القاسية جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بحبهم للحياة حتى جاءت حرب 7 أكتوبر وتداعياتها من وحشية الاحتلال بتدمير كافة مقومات الحياة وارتكاب جرائم الإبادة.
وتضمن المعرض للزوار لقاء عدد من المصورين الصحافيين، والاستماع إلى تجاربهم الشخصية في توثيق قصص بصرية مؤثرة منذ عام 2019، بما في ذلك الحروب الأخيرة في غزة.
لؤي أيوب : عشت 188 يومًا خلال الحرب والتفاصيل المؤلمة
لؤي أيوب، مصور صحفي فلسطيني من قطاع غزة وعضو في Untold Palestine وعمل كمصور في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يقول لموقع الأيام المصرية : إن هذا المعرض يستهدف توضيح للناس واقع الفلسطينيين، ونظهر من خلال صورنا محبتنا للحياة من الرياضة وممارسة الصيف على شاطئ بحر غزة ، وأن غزة جميلة ما قبل الحرب فنعمل الشئ من لا شئ.
ويحكي لؤي أيوب :مارست مهنتي خلال فترة الحرب، وعشت فيها لمدة 188 يومًا رأيت فيها كثيرًا من التفاصيل سواء عملية الدفن الجماعي ووقوف الناس بالطوابير لتحصل على صحن شوربة ولحظات الوداع التي كانت تؤثر فينا وعمليات الإنقاذ للشهداء والإصابات وكذلك حياة الناس في الخيام التي لا تحمي من حر الصيف أو من برد الشتاء فكيف تحمينا من الصواريخ وأطنان من المتفجرات !.
ويضيف لؤي : منذ اليوم الأول من الحرب لم أرى أهلي حتى الآن، فهم في شمال غزة وأنا كنت بالجنوب ولا أستطيع رؤية عائلتي بسبب وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي، مختتمًا : نحن مع المقاومة وصامدين رغم دمار بيوتنا، فتحدثت مع والدي وقال لي أنه رفض ترك قطاع غزة وأصر على البقاء مع الناس.
أما محمود عجور مصور صحفي فلسطيني من قطاع غزة فيحكي لـ الأيم المصرية قائلًا : جئت إلى مصر الشقيقة والحبيبة يوم 11 أبريل 2024، والحمد لله أننا قادرين على التأقلم في كل الظروف اللي عشناه في قطاع غزة، فكوننا مصورين صحفيين استطعنا توثيق الأحداث خلال حرب 2021 وحروب أخرى كتير عشناها، ووثقنا بالصور والفيديوهات والقلم العدوان على غزة لتوصيل الرسالة للعالم الخارجي.
محمود عجور : البحر كان متنفسنا الوحيد ولذلك الاحتلال يصب عليه مياه المجاري
ويتابع عجور : للأسف حرب العدوان على غزة الأخيرة كانت حرب مختلفة تمامًا، كونك فلسطيني صحفي أو مسلم أو مسيحي أو مسعف، وبعد أن عشت الحرب 150 يوم جئنا إلى مصر، ومن خلال المعرض رغبنا في توثيق أعمالنا الجميلة التي كانت في غزة.
ويضيف : برغم الحروب التي كانت تحدث كل سنتين إلا أنها كانت دافع لنستمر في الحياة والأمل، فلا يوجد أحد في الدنيا ولا العروبة ولا الإنسانية كلها يستطيع العيش أو يتأقلم مثل ما عاشه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، فكان متنفسنا الوحيد هو البحر ولذلك الاحتلال يصب مياه المجاري في بحر غزة، وأمور كثيرة لا يتأقلم عليها إلا الشاب الفلسطيني، وكذلك المرأة الفلسطينية التي قدمت ابنها الشهيد والأسير وزوجها والفتاة والوليد شهداء، وكل ذلك يجعل الشعب الفلسطيني صامدًا على أرضه، فعشنا فترة نزوح والتنقل من بلد التي كانت فيها حياتنا كانت سيئة للغاية.
عوض أبوشرخ : كنت بداخل مستشفى الشفاء أثناء الحصار ورفضت النزوح من الشمال للجنوب
كما يتحدث عوض أبو شرخ مصور صحفي فلسطيني عمل بقنوات تليفزيونية عديدة، أنه كان في بداية الحرب قمت بتصوير الموجودين بشمال غزة وكنا في مستشفى الشفاء، فكنت متواجدًا داخل المستشفى في بداية الحصار الأول للمستشفى حينما ضربت مدفعية الاحتلال على مساحة المستشفى، ثم نزحنا إلى مستشفى المعمداني واضطريت للنزوح للشمال وليس للجنوب لأني أرفض فكرة التهجير من الشمال للجنوب أنا وعائلتي بشكل عام.
ويضيف عوض أبو شرخ : توجهت لأقوم بتغطية المستشفى الإندونيسي وبعد يومين عانينا من وضع صعب جدًا أحزمة نارية في كل مكان بمحيط المستشفى، لا تضطر للذهاب لعائلتي وتوقفت عن ممارسة عملي بسبب عدم توفر شبكة الانترنت، لتبدأ فترة المجاعة في بداية شهر نوفمبر مما أتضطر للذهاب إلى الجنوب مع أهلي.
ويسرد عوض : وقتها كان هناك نزوح جميع سكان مخيم جباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة ومشينا مسافة طويلة قرابة 3 ساعات وصلنا الحاجز، وبعد وصولنا الحاجز لم يكن هناك رجوع، ثم جاء شخص من جيش الاحتلال قام بالتحقيق والتفتيش مع النازحين واحد تلو الآخر، وإذا اشتبهوا في أحد يقومون باعتقاله، فتم اعتقال نساء وأطفال.
ويكمل أبوشرخ حديثه عن هذه الظروف قائلًا : تخيل أن تكون واقف تنتظر دورك وتارك بيتك وأهلك كي تصل لجنوب قطاع غزة ولا تستطيع أن تتصرف، حتى جاء دوري وكنت حامل أغراضي وأجبروني على رميهم جميعا على الأرض وأكمل سيرًا على الأقدام للجنوب، وأثناء سيري يمنعني أحد من جيش الاحتلال يقول لي ارجع 3 أمتار تقدم مترين، كنوع من الاستهزاء حتى وصلت للجنوب مع أبي أما بقية أهلي رجعوهم.
ويردف: حينما كنا في مخيم خان يونس كان الحال أفضل من الشمال لكن زادت الصعوبات أكثر وتركت عملي الصحفي وأهلي كل يوم يتعرضون للإهانة بالانتقال من منطقة لأخرى بسبب الإخلاء بنظام البلوكات، ووصلت رفح وكنت فيها لمدة 3 أشهر ولم أستطع أن أعيد أهلي لهنا، ولذلك اضطريت للخروج إلى مصر أنا وأخي صحفي أيضًا، بعد التنسيق مع أهلي أصبحوا يقيمون في دير البلح، ومن أسبوعين تنقلت عائلتي من شرق دير البلح للغرب وهناك حتى الآن يبيتون في الخيمة.
محمد هشام سالم : أجيال كاملة لا تعرف عن القضية الفلسطينية فكان يجب 7 أكتوبر
فيما يحكي محمد هشام سالم مصور فلسطيني مستقل جاء إلى مصر قبل الحرب وبالتحديد 4 أكتوبر، ويقول: عائلتي ما زالوا موجودين في شمال غزة حتى الآن، ورغبنا من خلال المعرض نوثق صور للعالم قطاع غزة ما قبل الحرب وكيف كانت الحياة بسيطة وحلوة، لأن العالم الخارجي يتصور قطاع غزة ما هو إلا دمار ولذلك نغير هذه الصورة وهذا أقل واجب للقضية.
ويصف محمد هشام قائلا: يوم 7 أكتوبر هو أفضل يوم مر على القضية الفلسطينية رغم تداعياتها، بعد وصول لدرجة التطبيع العربي وهناك أجيال كاملة لا تعرف شيئًا عن غزة وعن فلسطين وليست لديها فرصة، ونحن محاصرون لمدة أكثر من 16 عامًا ، فكان لا بد من 7 أكتوبر لتعود القضية الفلسطينية للواجهة.
فعاليات المعرض الفوتوغرافي “ غزة حبيبتي ”
كما اشتملت فعاليات المعرض الفوتوغرافي عرضًا قصيرًا لفيلم وثائقي ومناقشة مفتوحة حول دور التصوير في كسر السردية الاستعمارية التي إنسانية الشعب الفلسطيني.