دراسة تربط بين السمع والخرف.. فهم التأثيرات وأهمية التدخل المبكر
أظهرت دراسة حديثة أجريت في فرنسا وجود علاقة واضحة بين فقدان السمع لدى البالغين وزيادة خطر الإصابة بالخرف، والدراسة التي نشرت في الأول من أكتوبر بمجلة JAMA Network Open، تشير إلى أن تدهور السمع يمكن أن يؤدي إلى تراجع في القدرات الإدراكية، وهو ما يسلط الضوء على أهمية معالجة هذه المشكلة الصحية في وقت مبكر، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل خلال السطور التالية.
العلاقة بين فقدان السمع والتدهور الإدراكي
أوضح فريق الباحثين بقيادة الدكتور بابتيست جرينير من جامعة باريس سيتي أن فقدان السمع يرتبط ليس فقط بالعزلة الاجتماعية التي قد يعاني منها المصابون، ولكن ايضًا بتدهور مناطق معينة من الدماغ بسبب نقص المدخلات السمعية، ويعاني الأشخاص الذين يفتقدون القدرة على السمع من فقدان الحجم في مناطق دماغية هامة، مما قد يؤدي إلى تراجع في القدرات المعرفية.
وأكد الباحثون على أهمية تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل لتقليل العبء الكبير الذي يشكله التدهور المعرفي، وخاصة في ظل غياب علاج شاف تمامًا للخرف.
استخدام السماعات لا يرتبط بتقليل الخرف
رغم النتائج التي تربط بين فقدان السمع والخرف، شدد الباحثون على أن استخدام المعينات السمعية للمرضى يجب أن يهدف إلى تحسين جودة الحياة وليس بالضرورة إلى وقاية من التدهور المعرفي، وأكدوا على الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير السماعات السمعية على وظائف الدماغ بشكل أدق.
نتائج الدراسة.. تحليل بيانات أكثر من 62 ألف شخص
شملت الدراسة تحليل بيانات 62.000 شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و 75 عامًا، حيث خضع المشاركون لاختبارات سمعية وإدراكية بين عامي 2012 و 2020، وأظهرت النتائج أن 27% من الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع خفيف و37% من الذين يعانون فقدان سمع معوق وسجلوا درجات ضعيفة في الاختبارات الإدراكية، ومقارنة بـ16% فقط من الذين يتمتعون بسمع طبيعي.
الحاجة إلى المزيد من البحث
وأظهرت الدراسة اسضًا عدم وجود فرق كبير بين الذين يرتدون سماعات أذن والذين لا يرتدونها فيما يتعلق بالتدهور الإدراكي، وهذا يشير إلى ضرورة مواصلة الأبحاث حول فعالية أجهزة السمع في منع أو تقليل خطر الخرف.
التدخل المبكر قد يقلل من الخطر
بالرغم من أن الدراسة لم تثبت أن استخدام السماعات يمنع الخرف، إلا أنها تؤكد على اهمية التدخل المبكر لمعالجة فقدان السمع لتحسين جودة الحياة وتفادي التدهور الإدراكي المحتمل.