لمن سيصوت العرب في أمريكا ؟ .. ترامب أم كامالا هاريس
انتخابات أمريكا 2024، أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة جون زغبي استراتيجيز، تراجعًا كبيرًا في دعم الحزب الديمقراطي بين الناخبين العرب الأميركيين، بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.
وأشار الاستطلاع إلى أن التأييد بين العرب الأميركيين قد انقسم بالتساوي تقريبًا بين المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية الحالية وهم الرئيس السابق والمرشح لدى الحزب الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، مع تأثير واضح في الولايات المتأرجحة مثل ولاية ميشيجان التي تمتلئ بالأمريكيين ذات الأصول العربية.
تراجع الدعم للديمقراطيين
أجري الاستطلاع في منتصف سبتمبر الماضي وشمل 500 ناخب أميركي عربي مسجّل. وبيّنت نتائجه أن ترامب يحظى بتأييد 42% من العرب الأميركيين، بينما حصلت هاريس على 41%، وهي نسبة أقل بـ18 نقطة من الدعم الذي حصده بايدن في انتخابات 2020 أي بنسبة 59%، حيث يأتي هذا التراجع في ظل انتقادات واسعة لإدارة بايدن بسبب موقفها من حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.
تأثير حرب غزة على سلوك الناخبين
أوضح جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، أن الحرب على غزة أثرت بشكل كبير على سلوك الناخبين العرب الأميركيين، حيث يقول : لم نشهد من قبل تأثيراً مشابهاً لهذه الحرب على سلوك الناخبين. وأكد أن الأزمة الإنسانية في غزة ولّدت مخاوف عميقة بين العرب الأميركيين، مما دفع العديد منهم لإعادة النظر في ولائهم الحزبي.
ارتفاع التأييد لهاريس وترامب في حال المطالبة بوقف إطلاق النار
وكشف الاستطلاع أن الناخبين العرب الأميركيين يتأثرون بشدة بمواقف المرشحين حول غزة، فإذا طالبت هاريس بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة للفلسطينيين، فإن دعمها سيرتفع إلى 60%، وستتمكن من استقطاب ثلث ناخبي ترامب ومرشحي الأحزاب الثالثة، بالمثل إذا تبنى ترامب موقفًا مشابهًا، فإن دعمه سيرتفع إلى 55%.
ورغم أن 63% من الأميركيين العرب أعربوا عن حماستهم للمشاركة في الانتخابات، فإن هذه النسبة تتراجع إلى 45% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا.
ومع ذلك، لا يزال الناخبون العرب الأميركيون ناشطين سياسيًا، حيث أبلغ العديد منهم عن مساهمتهم أو نيتهم المساهمة في حملات انتخابية، والمشاركة في تجمعات واحتجاجات.
غزة تحدد اتجاه التصويت في انتخابات أمريكا 2024
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 81% من العرب الأميركيين يرون أن قضية غزة تؤثر على تصويتهم. وقد جاءت غزة ضمن القضايا الثلاث الأهم بالنسبة لهم، إلى جانب الوظائف والاقتصاد، والعنف المسلح.
يشير هذا الاستطلاع إلى أن مواقف المرشحين تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتائج الانتخابات بين الناخبين العرب الأميركيين، خصوصًا في الولايات المتأرجحة التي قد تحدد الفائز في السباق الرئاسي المقبل.
هل أصبح للعرب والمسلمين صوت مؤثر في الانتخابات الأمريكية؟
يعتقد نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، أن تصريحات الرئيس السابق والمرشح الرئاسي لدى الحزب الجمهوري دونالد ترامب تتسم بالعنصرية ضد الأقلية، بما في ذلك المسلمين والعرب، مما دفعت الكثيرين من هذه الفئات إلى زيادة الانخراط السياسي.
ويشير عوض إلى أن خطاب ترامب أثار وعيًا ملحوظًا بين المسلمين والأقليات الأخرى، موضحًا أن هذا التفاعل يعد رد فعل طبيعي نتيجة الشعور بالاستهداف من قبل تلك المجموعات.