فاتيكان إسلامي يثير أزمة في ألبانيا .. القصة الكاملة
فاتيكان إسلامي، أعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما عن تخطيط حكومته لإنشاء دولة صغيرة ذات سيادة داخل حدود العاصمة تيرانا، مخصصة للطائفة الصوفية المعروفة بدعمها لـ الوئام الديني والحوار، والمعروفة باسم الطريقة البكتاشية، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات الأوروبية ، حيث تساءل العديد عن تأثير هذه الخطوة على التوازن الديني والاجتماعي في ألبانيا، وحرص موقع الأيام المصرية على متابعة التفاصيل.
منظمة عموم المسلمين الألبان تندد بخطة رئيس الوزراء لإقامة دولة إسلامية صغيرة
وأعربت منظمة عموم المسلمين الألبان عن انتقادات حادة لخطط رئيس الوزراء إيدي راما لإنشاء دولة إسلامية صغيرة ذات سيادة داخل البلاد، على نمط فاتيكان إسلامي، ووصفت المنظمة التي تمثل مسلمي ألبانيا، هذه الخطة بأنها تشكل خطرًا على التناغم الديني.
وأوضح راما، في منشور على منصة إكس،، أن الدولة الصغيرة ستتم إقامتها في العاصمة تيرانا، وستديرها الطريقة البكتاشية المسلمة، لكنه أضاف أن تنفيذ هذه الخطة سيتطلب وقتًا طويلًا بسبب الحاجة إلى تغييرات قانونية.
راما يطرح فكرة دولة بكتاشية في قمة الأمم المتحدة
وفي قمة الأمم المتحدة للمستقبل في نيويورك، عرض رئيس الوزراء الألباني إيدي راما فكرة إنشاء "دولة بكتاشية"، مما أثار دهشة زملائه الألبان.
وأوضح راما أن الهدف هو تحويل مركز البكتاشية العالمي في تيرانا إلى دولة ذات سيادة تُعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي.
وتشكّل الطائفة البكتاشية حوالي 10% من المسلمين في ألبانيا، وفقًا لتعداد السكان لعام 2023، حيث أعربت الطائفة عن تأييدها للقرار، مشيرة في بيانها إلى أن إعلان سيادة البكتاشية يمثل خطوة هامة نحو تعزيز قيم الشمولية والوئام الديني في عالم متقلب.
وسيقيم راما الفاتيكان البكتاشي في تيرانا على مساحة تصل بنحو 10 هكتارات داخل مركز البكتاشية العالمي الموجود حاليًا. وستتمتع هذه الدولة بحدود وإدارة وجواز سفر خاص بها.
كما سيترأس حكومتها الزعيم البكتاشي، مع وجود مجلس يشرف على شؤونها الدينية والإدارية. وقد أعرب إدموند براهيماج، زعيم الطائفة البكتاشية في تيرانا، عن تفاؤله بالفكرة، مشيرًا إلى أن "هذه المبادرة ستفتح آفاقًا جديدة للتسامح وتعزز السلام".
طائفة الدراويش البكتاشية .. تاريخها وتأثيرها في ألبانيا
تعود جذور طائفة الدراويش السنية، التي نشأت في القرن الثالث عشر، إلى الدولة العثمانية، حيث كانت منتشرة على نطاق واسع. بعد أن حظرها مؤسس الدولة التركية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، عام 1925، انتقلت مركزية هذه الطائفة إلى ألبانيا.
الجيب الصغير المقرر إنشاؤه في العاصمة الألبانية سيوفر موطنًا سياسيًا لمسلّمي البكتاشية، الذين يُعتبرون رابع أكبر طائفة دينية في البلاد بعد المسلمين السنة والمسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك.
تأسست البكتاشية في القرن الثالث عشر داخل الإمبراطورية العثمانية، وهي تُعد فرعًا صوفيًا من الإسلام مفتوحًا على الديانات والفلسفات الأخرى. بعد حظرها في تركيا في أوائل القرن العشرين، انتقل عدد من أبرز قادتها إلى ألبانيا، حيث استمروا في ممارسة تعاليمهم وتوسيع نطاق تأثيرهم.