الكوليرا.. الخطورة والأعراض وسبب الانتشار وسبل الوقاية والعلاج وخطة القضاء عليه
أكدت منظمة الصحة العالمية أن المرضى المصابين بعدوى الكوليرا لا تظهر على معظمهم أي أعراض ولا تظهر عليهم أي أعراض خفيفة حيث يمكن علاجهم بسهولة عن طريق إعطاء اللقاحات والمحاليل بالفم.
يستعرض موقع الأيام المصرية كل ما يهم القارئ حول موضوع الكوليرا من خلال التقرير التالي.
المنظمة: إصابة 1.3: 4 مليون.. عدد الوفيات من 21 ألفا: 143 ألفا سنويًا
وأشارت المنظمة إلى أن علاج الحالات المصابة الكوليرا تحتاج لرعاية كبيرة وتوفير المضادات الحيوية والحقن الوريدية للمرضى، وضرورة توفير المياه ومرافق الصرف الصحي الآمنة وذلك للوقاية من الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها.
وأوضحت المنظمة أنها قامت في عام 2017 بإطلاق استراتيجية عالمية من أجل مكافحة الكوليرا تحت عنوان "وضع حد للكوليرا: خريطة طريق عالمية إلى عام 2030"، وذلك للعمل على تخفيض عدد حالات الوفيات بسبب الإصابة بعدوى الكوليرا بنسبة 90%.
ما هي عدوى الكوليرا؟
الكوليرا هي عدوى حادة تسبب الإصابة بالإسهال نتيجة قيام المريض بتناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة ببكتيريا متضمنة الكوليرا، حيث تشكل الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة حتى الأن، وهذا تأكيدًا ومؤشرًا واضحًا على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
أهم أعراض الإصابة بعدوى الكوليرا
تنتقل عدوى الكوليرا عن طريق تناول الأشخاص الطعام أو الماء الملوث، وتظهر الأعراض في صورة الإصابة بحالة إسهالًا مائيًا حادًا ووخيمًا، وقد يؤدي الإسهال الحاد الحادة إلى وفاة المريض في خلال ساعات إذا تم ترك الحالة بدون علاج.
ولا يشترط ظهور أعراض الإصابة ببكتيريا الكوليرا رغم وجودها في براز المصابين بها لفترة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، وتبدأ في الانتشار في البيئة المحيطة مما يؤدي ذلك إلى إصابة أشخاص آخرين.
ويستغرق ظهور أعراض المرض على الشخص المصاب بعدوي الكوليرا من 12 ساعة إلى 5 أيام، ويصاب عدد قليل جدًا من المصابين بحالات إسهال مائي حاد مصحوبًا بجفاف شديد، وقد يتعرض المريض إلى الوفاة في حالة تركه دون الحصول على العلاج المناسب.
تاريخ انتشار الكوليرا لأول مرة في العالم
انتشر مرض الكوليرا لأول مرة في جميع أنحاء العالم خلال القرن التاسع عشر، انطلاقًا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، ثم ظهرت بعد ذلك ست جوائح من المرض تسببت في حصد أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.
وجاءت الجائحة (السابعة) في جنوب قارة آسيا عام 1961 ثم وصلت بعد ذلك إلى قارة أفريقيا في عام 1971، ثم وصلت إلى الأمريكتين في عام 1991، وتتوطن حاليًا الكوليرا الآن العديد من البلدان وفقًا لما أكدته منظمة الصحة العالمية.
أنواع سلالات ضمات الكوليرا المختلفة
توجد مجموعات مصلية لضمات الكوليرا كثيرة، ومن أشهر تلك المجموعات مجموعتين مصليتين منها حصرًا، وهما O1 وO139، تسببان اندلاع الفاشيات، حيث تسببت ضمات الكوليرا O1 في اندلاع جميع الفاشيات الأخيرة، فيما تسببت ضمات الكوليرا O139 - التي تم تحديدها لأول مرة في بنجلاديش عام 1992.
أهم الخصائص الوبائية وعوامل الخطر لمرض الكوليرا
قد تكون الكوليرا مرضًا متوطنًا أو وباءً ومنطقة المتوطن بها منطقة تم اكتشاف حالات مصابة فيها بالكوليرا خلال فترة 3 سنوات، وتوجد بيانات تؤكد انتقال المرض فيها على المستوى المحلي، ويمكن أن تنتشر أوبئة الكوليرا في كل من البلدان المتوطنة وهنا لا تظهر فيها الكوليرا بانتظام ولكن تظهر على فترات متقطعة.
وأوضحت المنظمة أن انتقال الكوليرا يرتبط ارتباطًا وثيقاً نتيجة عدم توفير مصادر المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، حيث تشمل تلك المناطق المعرضة للخطر تقليديًا الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات النازحين داخليًا أو اللاجئين.
وأشار المنظمة إلى أن تعطل شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي أو نزوح لاجئين إلى أماكن مكتظة بالسكان، قد يؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة أو وقوع كارثة إنسانية، ويؤدي إلى زيادة خطورة انتقال الكوليرا إذا كانت بكتريا المرض موجودة فيها، مضيفةً أنه لم يتم الإبلاغ أن الجثث غير المصابة بعدوى المرض قد شكلت مصدرًا لانتشار الأوبئة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن حالات الكوليرا ارتفعت في عام 2023، حيث ظهرت خلال تلك الفترة وجود نحو 535321 حالة مرض، وعدد 4007 حالة وفاة من 45 دولة، وهناك دول لم تعلن عن انتشار المرض بها نتيجة تخوفها من تأثير ذلك على نشاطها التجاري والسياحي.
أهم طرق الوقاية من المرض ومكافحته
توجد خطة علاج أساسية من أجل مكافحة الكوليرا والحد من عدد الوفيات، عن طريق استخدام مزيج من الترصّد والمياه النظيفة والنظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية من خلال جمع التعليقات على المستوى المحلي وتبادل المعلومات عنه على المستوى العالمي.
ويستند الكشف عن حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا إلى الاشتباه السريري لدى المرضى الذين تبلغ أعمارهم سنتين فما فوق المصابين بالإسهال المائي الحاد والتجفاف الوخيم، أو الوفاة بسبب الإسهال المائي الحاد.
ويمكن أن تكون فحوصات تشخيص الكوليرا سريعًا أداةً مفيدةً للكشف عن فاشيات الكوليرا؛ وإرسال عينات البراز إلى المختبر للتأكد من وجود المجموعة المصلية O1 أو O139، وذلك عن طريق الزراعة أو عن طريق اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي.
أنواع اللقاحات الفموية لعلاج الكوليرا
يوجد حالياً 3 لقاحات فموية مضادة للكوليرا من اللقاحات التي اختبرت المنظمة صلاحيتها مسبقاً، وهي كالتالي: لقاح (Dukoral) ولقاح (Shanchol) ولقاح (Euvichol-Plus)، علمًا بأنه يلزم أخذ جرعتين من هذه اللقاحات الثلاثة جميعها من أجل توفير حماية كاملة.
خريطة القضاء على الكوليرا عام 2030
في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أطلق شركاء فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا استراتيجية لمكافحة الكوليرا بعنوان "وضع حد للكوليرا: خريطة طريق عالمية إلى عام 2030" (بالإنكليزية). وتهدف الاستراتيجية التي تقودها البلدان إلى تخفيض الوفيات الناجمة عن الكوليرا بنسبة 90% والتخلّص من الكوليرا في 20 بلداً بحلول عام 2030.
من أعراض الإصابة بعدوى الكوليرا
(الإسهال - الغثيان - القيء - الجفاف) ومن مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا الإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد وعند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبول أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.
ويسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وحدوث تقلصات مؤلمة في العضلات. تنتج هذه التقلصات عن الفقدان السريع للأملاح، مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم.
دور الرضاعة الطبيعية في حماية الأطفال الرضع من الكوليرا
جميع الأشخاص معرضون للإصابة بالكوليرا، باستثناء الرضع الذين يحصلون على المناعة من الأمهات المرضعات اللائي سبق لهن الإصابة بالكوليرا، ومع ذلك، هناك عوامل معينة يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمرض أو أكثر عرضة للإصابة بعلامات وأعراض حادة.
عوامل تساعد على الإصابة بالكوليرا
- مضادات الحموضة أو حاصرات الهيستامين 2 أو مثبطات مضخات البروتون لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
- العدوى المنزلية. أنت أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بالمرض.
- فصيلة الدم O لأسباب غير واضحة تمامًا، يكون احتمال إصابة الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O بالكوليرا ضعف احتمال الإصابة لدى الأشخاص ممن يحملون فصيلة دم أخرى.
- الأسماك القشرية النيئة أو غير المطهية جيدًا، حيث أن تناول الأسماك القشرية من المياه تأوي بكتيريا تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا.
الأمراض التي تسببها الكوليرا
- انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم).
- انخفاض مستويات البوتاسيوم مما يضر بالقلب والأعصاب ويشكل خطرًا على حياة المريض.
- الفشل الكلوي بسبب تراكم السوائل الفضلات في الجسم مما يترتب عليه حدوث الفشل الكلوي.
طرق الوقاية من الإصابة بالكوليرا
- اغسل يديك بالصابون والماء بشكل متكرر، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام. افرك الصابونة، بلل اليدين معًا لمدة 15 ثانية على الأقل قبل الشطف.
- اشرب الماء الآمن فقط، بما في ذلك المياه المعبَّأة في زجاجات أو الماء الذي قمت بغليه أو تعقيمه بنفسك. استخدم المياه المعبأة حتى لتنظيف أسنانك.
- المشروبات الساخنة آمنة بشكل عام مثل المشروبات المعلبة أو المعبأة في زجاجات ولكن امسح الزجاجة من الخارج قبل فتحها.
- لا تضف الثلج إلى مشروباتك إلا إذا صنعته بنفسك باستخدام مياه آمنة.
- تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن تمامً وتجنَّب طعام الباعة المتجولين إن أمكن.
- عدم شراء الوجبات من البائعة المتجولين ويجب التأكد من طهيها أمامك وتقديمها ساخنة.
- تجنب السوشي والأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح من أي نوع.
- قشر الفواكه والخضروات بنفسك، مثل الموز والبرتقال والأفوكادو.
- ابتعد عن السلطات، والفواكه التي لا يمكن تقشيرها مثل العنب.